سُوَر القرآن أربعة أنواع: الطِّوال والمئون والمثاني والمُفصَّل -1- الطوال سبع: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف· أما السابعة، فقيل هي الأنفال والتوبة معًا لعدم الفصل بينهما بالبسملة· وقيل: هي يونس· - 2 - المئون: هي السور التي تزيد آياتها على مائة، أو تقاربها· - 3 - المثاني: هي التي تليها في عدد الآيات· وسُمّيت بذلك لأنها تثنى في القراءة، وتكرّر أكثر من الطوال والمئين· - 4 - المُفصّل: قيل من أول سورة (ق)، وقيل من أول (الحجرات)، وقيل غير ذلك· والمفصل أقسام ثلاثة: طوال، وأوساط، وقصار· وسمّي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة· وعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة· وقيل ثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورةً واحدة· أما آياته: فهي 6326 آية، على أرجح الأقوال· واختلفوا فيما زاد عن ذلك· وأطول الآيات: آية الدَّيْن 282: البقرة، وأطول السور: سورة البقرة· المكي والمدني يرى بعض العلماء أن المكي من القرآن ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة· وهؤلاء نظروا إليه باعتبار مكان النزول، لكن أخذ على هذا التعريف أنه لا يشمل ما نزل من القرآن خارج مكة، وما نزل منه خارج المدينة، ولذا اعتبر هذا التعريف ناقصًا· ومن العلماء من قال: إن المكي ما صُدِّر ب (ياأيها الناس)، والمدني ما صُدر ب (يا أيها الذين آمنوا)، فحيث كان الكفر هو الغالب في مكة، خوطبوا ب (يا أيها الناس)، ولما كان الإيمان هو الغالب في المدينة خوطبوا ب (يا أيها الذين آمنوا)، لكن أُخذ على هذا التعريف أن كثيرًا من سور القرآن وآياته لم تصدر ب (يا أيها الناس) ولا ب (يا أيها الذين آمنوا)· ولذا اعتبر العلماء هذا التعريف ناقصًا؛ لأن أصحاب هذا الرأي نظروا إلى المكي والمدني باعتبار حال المخاطَبين· ويرى جمهور العلماء أن المكي من القرآن ما كان نزوله قبل الهجرة وإن كان نزوله خارج مكة، والمدني ما كان نزوله بعد الهجرة وإن كان قد نزل داخل مكة· وهؤلاء نظروا إليه باعتبار الزمان، وهذا التعريف أدق، ولذا اعتبره العلماء، وساروا عليه· طرق معرفة المكي والمدني: لمعرفة المكي والمدني من القرآن طريقتان: الأولى: السماع، وهو النقل الصحيح عن الصحابي أو التابعي وأن هذه الآية أو هذه السورة قد نزلت بمكة أو بالمدينة، أو نزلت قبل الهجرة أو بعدها، مثال ذلك: ما ورد في شأن قول الله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً) [الإسراء 011]· فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مختف بمكة· كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به·· أما الثانية: فهي الضوابط الكلية التي يعرف بواسطتها أن السورة أو الآية مكية أو مدنية، وهذه الضوابط مبناها على التتبع والاستقراء المبني على الكثير أو الغالب، مثال ذلك وجود كلمة كلاَّ، فحيثما وجدت كلاَّ فالسورة مكية، وهذه الكلمة قد ذكرت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة، وكلها في النصف الأخير من القرآن الكريم، والنصف الأخير غالبه نزل بمكة،