أفاد مراسل إعلامي في ليبيا بأن 18 شخصا قتلوا وأصيب 82 آخرون في اشتباكات اندلعت منذ فجر الخميس بين مسلحين من قبائل عربية وقبائل التبّو في الكفرة جنوب البلاد. وحسب المراسل، فقد استخدمت في المواجهات دبابات وأسلحة ثقيلة من الطرفين، فيما أكدت مصادر من الجيش ولواء درع ليبيا التابع لوزارة الدفاع عدم تدخلهم في هذا الاقتتال، وهو ليس الأول من نوعه في المنطقة. وكانت معارك بين أكبر قبيلتين في ليبيا (التبو والزوية) في الكفرة بالقرب من حدود ليبيا مع تشاد والسودان ومصر، قد أسفرت في فيفري الماضي عن أكثر من مائة قتيل في صفوف الجانبين، طبقا لأرقام الأممالمتحدة. وأرسلت السلطات آنذاك كتيبة درع ليبيا المؤلفة من ثوار سابقين من بنغازي للتمركز بين الطرفين، لكن 12 شخصا قتلوا في أفريل الماضي في معارك بين التبو وهذه الكتيبة التي يعتبرها أفراد قبيلة التبو مليشيا ''خارجة على القانون''. وتعد مدينة الكفرة من أبرز بؤر التوتر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ليبيا في ظل غياب هيبة الدولة الجديدة ومظاهر القانون والمؤسسات، وسيطرة مظاهر الفقر والسلاح على المدينة المحاذية للحدود مع تشاد. وينتشر أفراد جماعة التبو العرقية في تشاد، لكن بعضهم يقيمون في أجزاء من جنوب ليبيا ، واتهمت قبيلة الزوية التبو بمهاجمة الكفرة بمساندة مرتزقة من تشاد. وللمنطقة تاريخ من العنف القبلي، ولم يتمكن الراحل معمر القذافي من قمع تمرد قبلي عام 2009 إلا بعد أن أرسل طائرات هليكوبتر مقاتلة إلى هناك. ويمثل القتال في مدينة الكفرة بين قبيلتين بينهما تنافس قديم تحديا جديدا للقيادة الجديدة في ليبيا التي تسعى جاهدة لإعادة الاستقرار بعد الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي.