قالت قبيلة ليبية، أول أمس، إن شيوخ قبائل من شتى أنحاء ليبيا يتفاوضون لوضع حد للاشتباكات التي أودت بحياة العشرات بمدينة الكفرة في أقصى جنوبي شرقي ليبيا في الأسبوعين الأخيرين. وقال أبو بكر صادق من قبيلة التبو ''جاء المشايخ من جنوب وشرق ليبيا إلى الكفرة ويلتقون بالجانبين''. وأضاف ''نأمل في الوصول إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة لحل المشكلة نهائيا أما الآن فالوضع هادئ''، وأشار صادق إلى وقف لإطلاق النار جرى التوصل إليه قبل أيام. وتدخلت القوات العسكرية الليبية الأسبوع الماضي لإنهاء القتال بين قبيلتي الزوية والتبو في إحدى الحالات النادرة التي اتخذت فيها الحكومة في طرابلس إجراءات عملية لفرض سلطتها في أنحاء البلاد. وقد بدأ القتال في 12 فيفري الماضي في مدينة الكفرة بالقرب من حدود ليبيا مع تشاد والسودان ومصر. وينتشر أفراد جماعة التبو العرقية في تشاد، لكن بعضهم يقيمون في أجزاء من جنوب ليبيا، واتهمت قبيلة الزوية التبو بمهاجمة الكفرة بمساندة مرتزقة من تشاد. وللمنطقة تاريخ من العنف القبلي، ولم يتمكن الراحل معمر القذافي من قمع تمرد قبلي عام 2009 إلا بعد أن أرسل طائرات هليكوبتر مقاتلة إلى هناك. ويمثل القتال في مدينة الكفرة بين قبيلتين بينهما تنافس قديم تحديا جديدا للقيادة الجديدة في ليبيا التي تسعى جاهدة لإعادة الاستقرار بعد الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. وقالت الأممالمتحدة في بيان الإثنين، إن أكثر من مائة شخص لاقوا حتفهم في القتال في الكفرة قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان وأن نصف سكان المدينة تقريبا نزحوا منها. وذكر البيان أن وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه السلطات المحلية قبل بضعة أيام لا يزال متماسكا غير أن الوضع في الكفرة لا يزال متوترا. وأضافت الأممالمتحدة، إنها وفرت الطعام والدواء والفراش والبطاطين ولوازم النظافة والصحة العامة للمجتمعات الضعيفة التي تعطلت خدماتها الأساسية بسبب القتال.