باعتباره واحدا من الوجوه الكروية التي رافقت تطور الكرة في الجزائر منذ الستينيات كلاعب ومدرب، يرى كمال لموي بأن محطاتها كانت متباينة. 50 سنة من الممارسة الكروية في بلادنا، كيف تقيم المشوار؟ إذا انطلقنا من فترة الستينيات والسبعينيات، أعتقد بأن الإمكانات التي كانت متوفرة لم تكن كافية ومع هذا فقد شهدت بروز عدة أسماء مثل لالماس، عاشور، سالمي، قموح، عبروق.. إلخ، وكان الكل يلعب من أجل النيف ليس إلا. ويمكن القول أن حظ اللاعبين الذين نشطوا في نهاية السبعينيات والثمانينيات كان أحسن، والدليل أننا شهدنا بروز عدة فرديات صنعت مجد الكرة الجزائرية على منوال ماجر، فرفاني، بلومي، عصاد، بن صاولة.. والقائمة طويلة. أما المرحلة الأخيرة فقد شهدت تراجعا في الكفاءات الكروية، وأقصد اللاعبين رغم الملايير التي صرفت لحد الآن. ما هي الفترات الأساسية التي طبعت كرتنا؟ لنتفق على نقطة وهي أن لعبة كرة القدم تتطلب إمكانات، ولو أخذنا جيل الستينيات لوجدنا أن العائق الكبير الذي حال دون بروزه قاريا وعالميا يعود بالدرجة الأولى إلى إمكانات الفاف والأندية كانت متواضعة جدا. وعندما وفرنا ضروريات الممارسة أنتجت كرتنا لاعبين في المستوى مثلوها على أحسن ما يرام في المحافل الدولية بدءا من نهاية السبعينيات وكذا الثمانينيات. هل هذا يعني أن السياسة الكروية في بلادنا سجلت نقلة نوعية؟ إذا كان هناك جانب سلبي ميز كل مراحل الكرة الجزائرية فهو بدون شك غياب قاعدة التكوين ممثلة في المدارس الكروية المعتمدة في جل بلدان العالم. وفي هذا الصدد، رغم الأموال التي سخرت للكرة إلا أن الاهتمام بالفئات الصغرى وشباب الأحياء والبلديات والجزائر العميقة بقي غائبا مع الأسف الشديد. إذا اعتمدنا على مبدأ التشخيص، من هم اللاعبون الذين برزوا خلال مرحلة ال50 سنة؟ في الحقيقة لا يمكنني في هذا المقام وبهذه العجالة ذكر كل الأسماء الكروية التي تألقت عبر مراحل عديدة وأكتفي بذكر بعضهم أمثال: لالماس، عاشور، عبروق، وشان، ملاغسو، عطوي، بن الطاهر، قموح، هدفي، عمار، سرباح.. ماجر، فرقاني، بلومي، عصاد... إلخ. استفادت الكرة الجزائرية من قانون الإصلاح الرياضي سنة 1977، ماذا جلب لها؟ أستطيع القول أن رياح الإصلاح الرياضي التي هبت على الرياضة الجزائرية عادت بالفائدة على لعبة كرة القدم بالدرجة الأولى، حيث استفاد اللاعب من التكفل التام مما سهل عليه مهمة ممارسة الكرة وتقديم الأفضل. إذ ما حدث في كرتنا يشبه تماما الاحتراف، لكنه كان على الطريقة الجزائرية، وباختصار كانت التجربة مفيدة جدا. ماذا عن الهياكل الكروية، هل واكبت رحلة الكرة الجزائرية؟ بصراحة عندما أقف على المنشآت التي أنجزت في بعض البلدان، أتحسر على واقعنا لأن الممارسة الكروية عندنا تفتقر إلى الملاعب الجوارية، ناهيك عن وضعية ملاعبنا التي تفتقر إلى أدنى الشروط، وهو ما ساهم بقسط كبير في تأخرنا في المجال الكروي.