يطير من الجزائر ثلاث شخصيات سياسية إلى تونس لحضور المؤتمر التاسع والأول من نوعه لحركة النهضة بعد ثورة الياسمين، وهم كل من رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني وحليفه في ''الجزائر الخضراء'' فاتح ربيعي باسم حركة النهضة، وعبد العزيز بلخادم أمين عام الحزب ''الحاكم''. سيمكث أبو جرة سلطاني أربعة أيام في تونس لحضور أشغال مؤتمر حركة النهضة، وسيطير بعدها إلى المغرب لملاقاة قيادات حزب جبهة العدالة والتنمية، بينما سيعود كل من عبد العزيز بلخادم وفاتح ربيعي إلى الجزائر. وقالت مصادر موثوقة إنه إلى غاية الأمس لم يكن يقتصر التمثيل الجزائري في المؤتمر المزمع عقده اليوم الخميس، على أكثر من هؤلاء الثلاثة، لتكون حركة النهضة التونسية قد راعت في هذه الدعوة تمثيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في شخص عبد العزيز بلخادم كونه ممثلا شخصيا له وأمينا عاما لحزبه صاحب الأغلبية الحكومية والبرلمانية إلى حد الآن، حيث ستكون فرصة حضوره مواتية كونه مسؤولا على أكبر حزب سياسي جزائري، ليطلع بالمناسبة على التجربة التونسية في كيفية تحضير الأحزاب ذات السمعة السياسية الثقيلة لمؤتمراتها، من خلال النهضة. وتكون النهضة قد راعت أيضا في دعواتها إلى الجزائر حضور أقرب الأحزاب إلى نظرتها على رأسها حركة مجتمع السلم والنهضة المعارضتين. وسيكون الجزائريون المدعوون للمؤتمر ضمن أرمادة رفيعة من الشخصيات السياسية والبرلمانية الدولية العربية والأوربية، علاوة على ممثلين لأحزاب سياسية سواء من القارة الأوربية أو الأمريكيتين. وتشير الأرقام التي تحدثت عنها لجنة تحضير المؤتمر في حركة النهضة التونسية عن مائتي شخصية، منها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية الذي كان ممنوعا من دخول تونس في عهد الرئيس الهارب زين العابدين بن علي. وتتجه الأنظار الدولية إلى تونس، نهاية الأسبوع، من منطلق أن حزب الأغلبية ضمن الائتلاف الحاكم سيعكف على تجديد قيادت من جهة، كما ستعرض الحركة تقييمها للفترة التي قادت فيها تونس بعد الثورة من خلال عرض تقاريره الأدبية والمالية. كما يُنتظر ما ستسفر عنه الأشغال من قيادات جديدة لا سيما وأن راشد الغنوشي سبق وأعلن انسحابه من التشرح لقيادة الحركة من جديد، كما يسود الساحة التونسية فضول شديد في معرفة توافقها مع النظرة العامة التي يريد الشعب التونسي أن تحكمه، خاصة وأن جميع المحللين يؤكدون أن مؤتمر ''النهضة التونسية''، يُعقد في ظرف حساس، إما أن تتجاوزه الحركة الإسلامية بسلام إما أن تتعثر.