افتتحت مساء أمس، بالقاعة البيضاوية بالعاصمة أشغال المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم بحضور قيادات الحزب وأكثر من 1400 مندوب وبدا جليا ومنذ الوهلة الأولى اشتداد الصراع بين المتنافسين على رئاسة الحزب السيدين أبو جرة سلطاني المنتهية عهدته ونائبه وزير الصناعة الأسبق السيد عبد المجيد مناصرة· وكما كان منتظرا لم تمر جلسة افتتاح أشغال المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم المنعقد تحت شعار:"الإصلاح السياسي والتنمية"، دون أن يبرز التنافس المحموم بين الرجلين من أجل الفوز بمنصب رئيس الحركة لخمس سنوات القادمة، واضطر المنضمون إلى تأجيل انطلاق الأشغال بثلاث ساعات كاملة لبروز خلافات بين المكتب التنفيذي للحزب الموالي لأبي جرة سلطاني ومكتب لجنة تحضير المؤتمر التي يترأسها السيد نصر الدين سالم الشريف الموالي لعبد المجيد مناصرة ولم تنته الأمور إلا عند اتفاق الطرفين على حل وسط وهو فتح الأبواب أمام كل الذين يحملون شارات المؤتمر· وظهر الانقسام بين مندوبي الولايات واضحا في القاعة البيضاوية وتعالت الشعارات والشعارات المعارضة وكل حسب انتماءاته وولائه وبمجرد أن دخل أبو جرة سلطاني الى القاعة في حدود الخامسة إلا 25 دقيقة تعالت الأصوات التي تزكيه لولاية جديدة وراحوا يرددون "يانحناح ارتاح ارتاح أبو جرة هو المفتاح"، ولكن الجناح الآخر سرعان ما رد بشعارات معارضة· وعرفت جلسة افتتاح الأشغال حضور كل قيادات الحزب وأعضاء في الحكومة وشخصيات من أحزاب أخرى يتقدمهم أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيي وأمين عام حركة النهضة السيد فاتح ربيعي إضافة الى رئيس الحكومة الأسبق السيد مولود حمروش وسجل حضور السيد سعد الدين العثماني أمين عام حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمغرب، حيث تناول الكلمة وأكد من خلالها استعداده لتعميق التعاون مع الأحزاب الجزائرية دون استثناء· أما أمين عام الأرندي وفي كلمة له بالمناسبة فذكر بمواقف حركة مجتمع السلم كشريك في الحكومة وبمواقفه ضد الإرهاب سنوات التسعينيات ووصفه بالشريك الذي يجب أن يبقى قويا حتى يساهم في بناء الجزائر ضمن التحالف الرئاسي· وبدوره أشار أمين عام حركة النهضة إلى ما يجمع الحزبين من أفكار سياسية بحيث يلتقيان في الكثير من النقاط· وفي كلمته باسم لجنة تحضير المؤتمر قال السيد نصر الدين سالم الشريف، أن ما حدث من تجاذبات بين جميع الطرفين المتصارعين من أجل قيادة الحركة هو تعبير عن الديمقراطية الداخلية ونفى أن يكون هذا الصراع من أجل الرجال" ولكنه صراع أفكار وبرامج ومحاولة للخروج من ذهنية الزعيم"· ولكن رئيس الحركة أبو جرة سلطاني وفي كلمة مطولة دافع عن خيارته منذ توليه قيادة الحزب سنة 2003 وعدد إنجازاته سواء في الانتخابات أو في اختيار المواقف بخصوص المسائل الوطنية والدولية· وقبل ذلك جدد السيد أبو جرة سلطاني تمسك الحزب بنهج الوسطية الذي رسمه الراحل محفوظ نحناح وأشار إلى أن حركة حمس ستواصل نهج المشاركة في بناء معالم الجزائر من خلال التمسك "بنهج الوسطية والاعتدال"، مؤكدا أن المشاركة أسلوب من أساليب الممارسة الديمقراطية· وقدم السيد أبو جرة في كلمته تصورا شاملا لمواصلة نهج الإصلاح في الجزائر في جميع الميادين واقترح فتح نقاش بين الطبقة السياسية لبحث كيفية معالجة كل المشاكل العالقة وقال: "قد حان لتجتمع الطبقة السياسية بكل أطيافها وتياراتها ومجموعاتها الوطنية على مائدة الحوار الجاد المفضي إلى تأكيد مصلحة أبناء الجزائر وبناتها وبعدها يبدأ حوار أوسع وأعمق ··· يسمح بإتاحة الفرص لميلاد قوة سياسية وطنية شبانية وصياغة نموذج ديمقراطي اجتماعي والتحرر الكامل من كل أشكال التبعيات خاصة في المجال الاقتصادي"· للإشارة فإن أشغال المؤتمر ستتواصل ثلاثة أيام ويختار المندوبون في اليوم الأخير الرئيس الجديد للحزب·