شرعت بعثة علمية فرنسية متعددة التخصصات في استكشاف قاع المياه الإقليمية الجزائرية، ومن ضمن المهام الموكلة إليها التنقيب عن البترول تحت البحر، حيث تعد سوناطراك شريكا في البرنامج العلمي· وتسعى المؤسسة إلى الاستفادة من الخبرة العلمية الفرنسية في مجال الاستكشاف والتنقيب عن احتياطات محتملة من البترول تحت البحر، كما يعكس اهتمام سوناطراك باستغلال قواعد استخراج النفط خارج اليابسة أو ما يسمى ''أوف شور''· اتضحت ملامح طموحات الشركة الوطنية سوناطراك في البحث عن احتياطات جديدة من البترول في ظل تراجع احتياطات في باطن الصحراء· فبعد إعلانها مؤخرا تخصيص مبلغ 400 مليون دولار للتنقيب عن البترول بشمال البلاد، يأتي الكشف عن إسناد مهمة استكشاف الطبقات الدنيا من الأرض تحت البحر إلى طاقم علمي فرنسي باشر بعد ظهر الجمعة الماضية برنامج بحث واسع على متن ''أطلانت''· وسيتولى الباحثون، بالإضافة إلى الاستكشاف البترولي، تحديد مواقع المخاطر الزلزالية بأعماق البحار في شمال الجزائر· ويأتي هذا البرنامج الذي يطلق عليه تسمية ''سبيرال'' والذي يختص في البحث حول ''الزلازل العميقة والتحريات الجهوية بشمال الجزائر'' في إطار اتفاق شراكة جزائرية - فرنسية في هذا الميدان، ويضم هذا برنامج ''سبيرال'' ضمن الطرف الجزائري، بالإضافة إلى مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي عددا من الهيئات مثل مجمع سوناطراك ومركز البحث الفلكي والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء· ويتضمن الطرف الفرنسي المعهد الفرنسي لبحوث استغلال البحار والمركز الوطني للبحث العلمي وجامعة بريطانيا ''الشرقية'' ومعهد البحث العلمي للتنمية وجامعة ''نيس'' (صوفيا - أنتيبوليس)· ويتقاسم الطرفان الفرنسي والجزائري تمويل البرنامج بالتساوي· ستتم أول عملية في إطار هذه الشراكة على مستوى السواحل الجزائرية من شرقها إلى غربها وبمعالجة عمق بحري بطول 30 كلم حتى يتسنى الفهم الدقيق للنشاط الزلزالي بالمنطقة باعتبارها مركز زلزالي قوي· ويعتبر برنامج ''سبيرال''، حسب مدير قسم الاستغلال لشركة سوناطراك جمال بكوش، مشروعا مكملا لنشاط البحث في المجال البترولي خاصة على مستوى موقعي الاستطلاع بكل من شريط عنابة وتنس ومستغانم· ومن جانبه، أوضح رئيس المهمة للطرف الفرنسي دافيد جراندورج، أن الأشغال ستتم عن طريق باخرة ''أطلانت'' والتي ستقوم من خلال عتادها التكنولوجي بتحصيل صور للطبقة الأرضية المعنية بالتحقيق، وذلك باستعمال وسائل الاستقبال والاستماع لصوت النشاط الزلزالي بالمنطقة·