إختلف أصحاب المحلات التجارية بميسونيي وسط العاصمة، حول قرار غلق محلاتهم لمدة خمسة عشرة يوما، ابتداء من يوم السبت المقبل، التاريخ الذي يصادف بداية شهر رمضان المبارك، بسبب استكمال أشغال تهيئة الطريق المستمرة منذ حوالي العام. فيما أجمع التجار والمواطنون، على ضرورة إنهاء الأشغال في أسرع الآجال، اختلفوا حول قرار الغلق المؤقت للمحلات، بحجة أن التجار سيتضررون من هذه العطلة الإجبارية، التي ستحرمهم من موسم تجاري مهم، وبحجة أن المواطنين سيضطرون للتنقل لمسافات متوسطة من أجل التبضع. السيد بوشويكة، صاحب مخبزة بالعاصمة قال ''إن التجار غير مخيرين، وعليهم الامتثال لتعليمات البلدية، خاصة وأن الطريق مهترئ ويعيق حركة الزبائن، خاصة كبار السن''، وأضاف إنه حتى ولو لم تقرر البلدية غلق المحلات مؤقتا، فإنه كان سيغلق بسبب الغبار المتراكم أمام باب المحل جراء الأشغال، الأمر الذي يشكل خطرا على صحة المستهلك. أما صاحب محل نور للألبسة النسوية، فأيد قرار الغلق شريطة الالتزام بالوقت المحدد، بالقول ''من الضروري أن يتم إنهاء الأشغال، نحن مستعدون لتقبل قرار الغلق من أجل الصالح العام، خاصة وأننا تضررنا من حالة الطريق، التي أدت إلى هجران المشترين لمحلاتنا، بسبب صعوبة التجول في شارع كانت الحركة تشهد به ازدحاما، لكن إذا ما استمر الأمر لأكثر من خمسة عشرة يوما، فسيشكل الأمر خسارة فادحة لنا، خاصة وأن العائلات تتبضع في رمضان، استعدادا لعيد الفطر''. أما صاحب محل لبيع البيض والدجاج، فبدا مستاءً للقرار، يقول ''لا أملك تعليقا حيال هذا الوضع، اللي في راسهم يديروها، ماشي موالف يشورونا''، وشكك في إمكانية انتهاء الأشغال في خمسة عشرة يوما ''هذا أمر مستحيل، ما لم يتم إنجازه في سنة لن ينجز في خمسة عشرة يوما''. أما غالبية المواطنين، فقد أكدوا على ضرورة الانتهاء من الأشغال، التي أزعجت يومياتهم، وأثرت على حركتهم. يقول (م) شاب في الثلاثينيات ''التجارة موجودة في كل مكان، بإمكاننا شراء مستلزماتنا من أماكن أخرى، لكن لا يمكننا التحرك في حال كهذا''، ليضيف متهما السلطات بالتقاعس في أداء مهامها ''ليس المير لوحده المسؤول عن هذا الوضع الكارثي، بل الوالي والوزير وكل السلطات، نحن نصوت عليهم من أجل أن يخدمونا، لا أن يتنكروا لنا، الشعب الجزائري شعب كريم يستحق حالا أفضل من هذا''، أما الحاجة (ح) فبدت ساخطة على الحال التي آلت إليها الطريق ''لقد تسببت لي لحد الساعة في تمزق حذائين، والثالث الذي أنتعله الآن يبدو أنه سيلقى نفس المصير. عيب على المسؤولين، على الأقل يجب أن يحترموا كبار السن مثلي الذين لا يستطيعون التحرك في مثل هذه الظروف''، المعاناة التي أكدها مجموعة من الشباب من أبناء الحي الذين قالوا ''يوميا ننتشل ثلاث شيوخ وعجائز على الأقل، الذين يقعون أرضا جراء حالة الطريق السيئة''.