هدد العشرات من التجار بقسنطينة بمقاطعة منتجات ملبنة نوميديا، بعدما قامت، خلال اليومين الماضيين، بتوزيع حليب فاسد تسبب في خسائر فادحة لهم كونها تحتكر 70 بالمائة من السوق بمعدل يصل إلى 250 ألف كيس من الحليب يوميا... توزيع مؤسسة لونالي لحليب فاسد ليس وليد اليوم، بل تكررت العملية في العديد من المرات، وبالرغم من الشكاوى التي تقدم بها التجار لإدارة المؤسسة، إلا أنها لم تحرك ساكنا للحد منها وبينما يحدث يوميا أن يحصل بعض أصحاب المحلات على حليب فاسد لأسباب تتعلق بظروف الشحن خلال اليومين الماضيين، العملية مست جميع من استلموا الحليب من موزعي ذات المؤسسة على غرار أصحاب محلات حي الدقسي الشعبي الذين اضطروا لرمي المئات من الأكياس التي أعادها إليهم المواطنون بعد اكتشافهم أنها غير صالحة للاستهلاك. هذا، وأجمع التجار الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز'' أن الكميات التي وزعت ولم يتم بيعها بعد اكتشاف أنها غير صالحة تم إعادتها للمؤسسة. هذا، وتشتكي ملبنة نوميديا من عديد المشاكل التي لم تجد لها طريقا للحل منذ سنوات، حيث أنه وبالرغم من تعاقب العديد من الهيئات المسيرة على إدارتها، إلا أنها بقيت على حالها بداية بمشاكلها مع مربيي الأبقار الذين كثيرا ما يضطرون للانتظار لمدة تصل إلى 6 أشهر من أجل الحصول على مستحقاتهم المالية، يضاف لذلك اعتمادها على شاحنات توزيع قديمة لا تستوفي الشروط المطلوبة، الأمر الذي يتسبب بشكل شبه يومي في فساد الحليب قبل وصوله إلى وجهته المحددة، في الوقت الذي أصبح يسجل فيه اسم المؤسسة حضوره بشكل دوري داخل أروقة العدالة، آخرها الاختلالات المالية والتسييرية التي أظهرتها التحقيقات المالية التي قامت بها فصيلة الأبحاث لدرك قسنطينة، وأظهرت وجود العديد من الصفقات المشبوهة التي أبرمت بعيدا عن التشريع وخارج الأطر القانونية المعمول بها في منح المناقصات، يضاف إلى ذلك الثغرات المالية والاختلالات بين معدلات الإنتاج وقيم المبيعات، الحالة التي عانت منها المؤسسة التي تعد الأكبر من نوعها على مستوى الشرق الجزائري خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2004 و2010 وتسببت لها في خسارة تجاوزت عتبة ال 97 مليون دينار.