تحولت الواجهة البحرية لبومرداس، إلى قبلة للعائلات البومرداسية في سهرات رمضان الحارة، وهو ما ساهم في انتعاش التجارة على طول الواجهة لا سيما بائعي المثلجات والشواء. فالواجهة البحرية لبومرداس التي تم إعادة تهيئتها ببلاط مزركش، أصبحت متنفس العائلات البومرداسية وحتى العاصمية التي تتوافد بكثرة على المنطقة للاستمتاع بنسيم البحر تحت الأضواء اللامعة التي تم وضعها خصيصا للوافدين على الواجهة البحرية والراغبين في مداعبة مياه البحر، خاصة وأن العديد من العائلات تفضل المشي في رمال الشاطئ، وما زاد من جاذبية الواجهة البحرية التي تستقطب العائلات تلك الخيم المنصبة على طول الرصيف، التي تزخر بمختلف التحف التقليدية المصنوعة بأنامل حرفيي الولاية وتعكس الموروث الثقافي لبومرداس ومنطقة القبائل، فالواجهة البحرية التي كانت في السابق حكرا على عائلات عاصمة الولاية، أصبحت تثير فضول عائلات البلديات المجاورة وحتى من ولايتي تيزي وزو والعاصمة، مما أدى إلى صعوبة الحركة بالمنطقة سواء للراجلين أو أصحاب السيارات الذين يجدون صعوبة في إيجاد مساحة لركن سياراتهم، وفي هذا الصدد قال شاب ينحدر من حي00 8 مسكن إنه اعتاد على مداعبة نسيم البحر مباشرة بعد الإفطار للخلوة بالبحر بعيدا عن زحمة النهار، مشيرا إلى أن الواجهة تغص بالمواطنين بعد دقائق فقط من الإفطار لتجد العائلات متنفسا لها، وفي ذات السياق قال رب عائلة ينحدر من بلدية برج منايل، الذي اعتاد هو الآخر مرافقة عائلته للواجهة البحرية، إن المساحات الخضراء تكاد تكون منعدمة بالولاية ولم يبق إلا الواجهة البحرية التي يقصدها المواطنون، كما أن العديد من العائلات تفضل الخروج رفقة أبنائها بعد قضاء يوم حار وشاقئوبعد الانتهاء من عملية تنظيف المنزل مثلما أشارت إليه سيدة كانت رفقة بناتها، التي قالت إنه في كل مساء تستمتع بنسيم البحر بعدما قضت يوما كاملا في المنزل وذلك هروبا من الحرارة التي لا تطاق، فيما قالت ابنتها البكر إنها قضت يومها في العمل وهي بحاجة لاسترجاع أنفاسها والتمتع بنسيم البحر والمشي على طول الواجهة، وأجمعت العديد من العائلات التي تحدثنا إليها على وجود الأمن والأضواء وهو ما يشجعهم على التوجه إليها بعدما كانت المنطقة في السابق ملاذ المنحرفين والثملين. محلات المثلجات والشواء تنتعش في الليل الزائر للواجهة البحرية يخيل إليه أنه في عز النهار، نتيجة التوافد الكبير للمواطنين الراغبين في قضاء سهرات رمضان خارج ديارهم، وهو ما أدى إلى انتعاش التجارة بالمنطقة، خاصة وأن أغلب المحلات التجارية المنتشرة على الواجهة مطاعم يختص أغلبها في الشواء، ومحلات لبيع المثلجات، حيث تلقى هذه المحلات إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات التي تفضل أغلبها المشي وهي مستمتعة بالمثلجات فيما يقوم آخرون باقتنائها والجلوس على الشاطئ، الذي تحول إلى فضاء للم شمل العائلات، وأشارت في ذات السياق بعض العائلات التي تحدثنا إليها، إلى أنه لا يمكن لقاصد الواجهة البحرية الاستغناء عن المثلجات التي تفتح شهية العديد منهم، الذين يضطرون للتوجه إلى المطاعم التي يتفنن أصحابها في جلب الزبائن وتلبية حاجياته، فكل مطعم يختص في أكل معين يسعى لجذب زبائنه ويتفقون على بيع الشواء الذي يبقى الأكل الوحيد الذي يلقى إقبالا كبيرا من الزبائن خاصة المشوي على الجمر، حيث قال رب عائلة في هذا الصدد، إن نفسيته تسد بعد أذان الإفطار ويكتفي بشرب العصائر بعد قضاء يوم رمضاني حار، ليجد نفسه في السهرة مضطرا للتوجه إلى مطعم شواء، وهو نفس الشيء الذي أجمعت عليه العديد من العائلات، فيما قالت أخرى إنه لا يمكن لزائر الواجهة البحرية أن يعود إلى منزله دون أكل الشواء.