تصاعدت أزمة الانقطاعات الكهربائية التي تشهدها عدة ولايات من الوطن بصورة ملفتة خلال اليومين الماضيين، حيث اشتكى المواطنون من انقطاع متكررة للتيار الكهربائي لمدة زمنية طويلة، في حين تزامنت هذه الانقطاعات مع شهر رمضان وتسجيل ارتفاع محسوس في درجات الحرارة. كما أن غالبية الانقطاعات وحسب شكاوى المواطنين جاءت متزامنة مع مواقيت أذان المغرب والإفطار واستمرت في بعض المناطق إلى غاية منتصف الليل، مثلما هو الحال في منطقة السبالة الواقعة ببلدية العاشور، حيث أكد أحد القاطنين بها أن الانقطاعات الكهربائية تواصلت بشكل غير معتاد، في حين أن السكان أفطروا على أضواء الشموع وصلّوا العشاء والتراويح في الظلام الدامس، الأمر الذي خلف استياء كبيرا لدى المواطنين خاصة أن شركة سونلغاز التزمت الصمت ولم تسبق بأي إعلان محتمل لانقطاع الكهرباء بالمنطقة خاصة أنه تواصل لأكثر من 5 ساعات. وسط العاصمة هو الآخر لم يسلم من انقطاعات الكهرباء، حيث سجل انقطاع ليلة الخميس إلى الجمعة بالعديد من الأحياء في مواقيت مختلفة لكن أغلبها تزامن مع مواقيت صلاة التراويح، كما دفعت الانقطاعات الكهربائية بالمواطنين إلى الخروج نحو الشارع هروبا من الظلام وحر المنازل في ظل غياب الكهرباء الذي حرمهم من متعة متابعة البرامج الرمضانية المبرمجة في السهرة وكذلك من استخدام مكيفات الهواء، كما أبدى الكثير من التجار تخوفهم من فساد سلعهم وفي مقدمتهم الجزارون وبائعو اللحوم المجمدة وحتى بائعو المثلجات عبروا عن تذمرهم من هذا الانقطاع الذي دفعهم إلى التخلص من المستحضرات التي تم إعدادها وغلق محلاتهم بعد أن يئسوا من عودة التيار الكهربائي. في ذات السياق، اشتكى سكان البلديات ال 64 للمدية ومختلف الأحياء الكائنة بعاصمة الولاية والمدن الكبرى على غرار قصر البخاري والبرواقية من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث أنهم يسجلون في اليوم الواحد بين 3 و 4 مرات انقطاعات في الكهرباء. وأشاروا إلى أن الانقطاعات متكررة منذ بداية فصل الصيف، وحسب عدد من المصادر التي استقتها ''الجزائر نيوز'' لعدد من المواطنين القاطنين ببلديات الولاية، فإن سبب هذه الانقطاعات هو محاولة تخفيف الضغط على المحولات الكهربائية، غير أن هذا الإجراء جعل الأمر يسير بشكل عشوائي ووصل إلى غاية مواقيت صلاة التراويح ما دفع الكثير من المصلين إلى مغادرة المساجد، كما دفعت كذلك الانقطاعات المتكررة وغير المعلنة من طرف شركة سونلغاز إلى تسجيل الكثير من الأعطاب التي طالت الأدوات الكهرومنزلية في مقدمتها مكيفات الهواء والثلاجات. من جهتها، قامت، أمس، سونلغاز في محاولة منها إلى تدارك الوضع والحد من الانقطاعات بترشيد الاستهلاك في الكهرباء، حيث سارعت إلى بعث رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال، طالبت فيها المواطنين بالمساهمة في حماية الشبكة الكهربائية من الانقطاعات، وذلك من منتصف النهار إلى الرابعة مساءا وكذلك من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الساعة 11 ليلا، ودعت في ذات الأس أم أس إلى استخدام مكيف هوائي وحيد وبرمجته في درجة لا تقل عن 25 درجة وتجنب استخدام آلة الغسيل والمكواة الكهربائية.