في العرض تحكي عن تشتت عائلة جزائرية اجتماعيا، أخلاقيا ودينيا، ما هي أسباب هذا التشتت؟ عندما نلتفت إلى الوراء، نبحث عن معالم لنعرف أنفسنا، العرض يتناول أزمة الهوية بشكل موسع، لا أقصد الهوية الأمازيغية والعربية، شئنا أم أبينا الجزائر تاريخيا كانت منطقة يفد إليها البشر من كل أصقاع العالم، الأمر الذي شكل نسيجا منوعا، سواء أنكرنا أم واجهنا ذلك، لن نستطيع تغيير حقائق مثل وجود الشيعة في الجزائر. مشكلتنا أننا لا نعرف بعضنا البعض بشكل جيد، ونشعر دائما بحالة من عدم الفهم. يجب أن نعرف أنفسنا جيدا، ونميز هويتنا بشكل صحيح. طرحت العديد من الإشكاليات المتعلقة بوضع المثقف الجزائري في المجتمع، هل ترى أن المثقف فقد قيمته؟ في كل العالم، الجامعة تؤثر في الشارع، إلا في الجزائر الذي يؤثر فيها الشارع على الجامعة. تحدثت كثيرا عن الجامعة من خلال الأب والأم والابنة، فكلهم متخرجون من جامعات، لكنهم كانوا في وضع المتلقي، الابنة مثلا راحت ضحية لصاحب المال، الذي هجرها ليلة زفافها، فجنت. هو تصوير لصاحب المال الجاهل، الذي تصنع له أمواله حظوة في المجتمع، في ظل تراجع المنظومة الأخلاقية. العرض صاحبته الكثير من التعبيرات الجسمانية الدقيقة، وإشارات اليد ذات الدلالات المركبة، هل ترى أن العرض موجه لنوعية معينة من الجمهور، تستطيع إعادة تشكيل التعبير الجسماني مع نظيره اللفظي، للوصول إلى المعنى الصحيح؟ الفرجة لا يمكن اختصارها في التعبير اللفظي، المسرح يحتفي بالجسد، والعرض صناعة تشمل تفاصيل أخرى متعلقة بالسينوغرافيا، والإضاءة. الإيحاءات يمكن تمريرها بطرق مختلفة، مثلا الموسيقي كان يلبس لباسا تقليديا، بينما أنا كنت ألبس بدلة معاصرة، وهذا أمر يدل على فاصل زمني. العائلة تعيش حالة من التمزق، في حين كانت ردة الفعل تجاه تشيع البنت متسامحة، كانت ردة الفعل تجاه تمسّح الابن قاسية، لماذا؟ المعتقدات الدينية خط أحمر بالنسبة للجزائريين، بمن فيهم غير الملتزمين دينيا، رأيت أناسا عندما يقولون كلاما مسيئا للإسلام، يتدخل أناس سكارى لردعهم. وإن كانت البنت غيرت طائفتها، الأمر الذي قد يفتح الباب للتسامح، بما أنها بقيت على الإسلام، إلا أن فكرة تغيير الدين مرفوضة في المجتمع الجزائري بشكل قاطع. كيف ترى وضعية المونولوج في الجزائر؟ ما دام موجودا ومستمرا فهذا أمر حسن، المشكلة في الجزائر هي توزيع الأعمال، ربما هناك أعمال جيدة تنتج في الجنوب لكن لا يطلع عليها جمهور العاصمة، ولربما هناك أعمال جيدة في العاصمة، لا يشاهدها جمهور عنابة مثلا... إعادة النظر في آلية توزيع الأعمال هي التي ستصنع الفارق.