عادت ظاهرة الاختطافات بولاية تيزي وزو، أول أمس، إلى الواجهة بعد اختطاف جماعة مسلحة لابن تاجر بمنطقة مشطراس، الواقعة على بعد 40 كلم، جنوب غرب ولاية تيزي وزو، وطالبوا من عائلته دفع فدية مقابل إطلاق سراحه، فيما سارع سكان بوغني إلى تنظيم هبة شعبية بدخول التجار في إضراب عام عن العمل وغلق السكان رفقة عائلة الرهينة للطريق والاعتصام أمام مقر البلدية. خلفت عملية الاختطاف التي استهدفت ابن تاجر يدعى «دلهوم حميد» ويبلغ من العمر 25 سنة ينحدر من منطقة أزغار غرب ببلدية بوغني، حالات من السخط والغليان في نفوس السكان، حيث تحوّلت مدينة بوغني، أمس، إلى مسرح للاحتجاجات. واستنادا لمصادر محلية مؤكدة، فإن عملية الاختطاف وقعت، ليلة أول أمس، بحدود الساعة العاشرة ليلا، حيث كان الضحية عائدا من بلدية واضية على متن مركبته، وترصدت تحركاته مركبة مجهولة، وعندما وصل إلى الجسر الذي يتواجد في المكان المسمى «أسيف بولما» بين بلديتي مشطراس وثيزي نسلاثة سقط في حاجز مزيف نفذته مجموعة مسلحة مجهولة العدد والهوية، قطعوا له الطريق وأشهروا أسلحة من نوع الكلاشينكوف في وجهه، وقام عناصر العصابة بإنزاله من مكان السائق وتحويله إلى الخلف وتكفل أحد العناصر بقيادة مركبة الضحية، وعند وصولهم إلى المخرج الشمالي لبلدية مشطراس قاموا بتغيير المركبة، حيث تخلوا عن مركبة الضحية واصطحبوه على متن مركبتهم إلى وجهة مجهولة. وأكدت مصادرنا، أن الرهينة دلهوم حميد اتصل بعائلته بهاتفه النقال وأخبرهم بحادثة اختطافه وطلب منهم أن يذهبوا إلى بلدية مشطراس لاسترجاع المركبة، قبل أن يقطع الاتصال ويغلق هاتفه النقال. وتشير المعطيات التي بحوزتنا إلى أن المختطفين اتصلوا بعائلة الرهينة في أوقات متأخرة من الليل وطلبوا منها دفع فدية مقابل إطلاق سراح ابنهم، حيث لم تتسرب معلومات عن القيمة المالية التي تم تحديدها. هذا، وقد خلفت هذه العملية حالة غليان وسخط شديدين في نفوس سكان بوغني والبلديات التابعة لها، وسارعوا لتفجير هبة شعبية في أوقات مبكرة من صبيحة أمس، وذلك بشن حركة احتجاجية عارمة للتنديد بظاهرة الاختطاف والمطالبة بتوفير الأمن بالمنطقة التي أصبحت تسجل ارتفاعا مذهلا في نسب الجريمة المنظمة واستفحال متزايد في ظاهرة الاختطافات، حيث دخل تجار مدينة بوغني في إضراب عام عن العمل تضامنا مع عائلة الرهينة، وأقدم العشرات من السكان رفقة عائلة الرهينة وأقاربه والتجار على غلق الطريق بوسط مدينة بوغني وشل حركة المرور لقرابة نصف ساعة من الزمن، ثم نظموا اعتصاما عارما أمام مقر البلدية وقاموا بغلقها وشل الخدمات فيها، مطالبين من المسؤولين بالتدخل لتحرير الرهينة وتوفير الأمن. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مقربة من عائلة الرهينة أن الهبة الشعبية التي فجرها سكان بوغني، صبيحة أمس، عرفت توسعا كبيرا وسريعا في فترة بعد الزوال بعد أن قرر سكان البلديات التابعة لدائرة بوغني وهي آسي يوسف ومشطراس وبونوح بتنصيب خلية الأزمة لمتابعة قضية الرهينة الشاب دلهوم حميد الذي يعتبر المختطف رقم 70 بتيزي وزو منذ بداية الظاهر سنة 2005، وكشف عن برمجة اجتماع طارئ يجمع ممثلي لجان القرى والأحياء والبلديات، اليوم، لبحث سبل تحرير الرهينة بطريقة سلمية ودون دفع فدية. هذا، وتعتبر عملية اختطاف دلهوم حميد الثانية من نوعها بالناحية الجنوبية لولاية تيزي وزو خلال شهر رمضان الجاري بعد عملية الاختطاف التي سجلت يوم 25 جويلية المنصرم واستهدفت التاجر المدعو (س. مصطفى) 37 سنة ينحدر من قرية آث عبد المومن ببلدية ثيزي نسلاثة ودفع فدية قيمتها 165 مليون مقابل إطلاق سراحه.