شهدت في الآونة الأخيرة أسعار زيت الزيتون وفي ظل الحرائق التي تعرفها ولاية تيزي وزو، ارتفاعا لم يسبق لها مثيل بالمنطقة، حيث تجاوز سعر اللتر الواحد منها 800 دج، وهو السعر الذي يبقى مرشحا للزيادة في الأيام القليلة المقبلة، وقد تعمد من يتاجرون بهذه المادة تبني هذا السعر قناعة منهم على أن منتوج موسم جني الزيتون القادم سيكون بنسب ضعيفة جراء ما خلفته النيران من خسائر في حقول الزيتون. تعد الحرائق الموسمية التي تشهدها مختلف مناطق تيزي وزو في كل موسم صيف من أكبر المخاطر التي تهدد حقول أشجار الزيتون بالزوال بالولاية، حيث تبقى ثقل الإحصائيات المقدمة من طرف محافظة الغابات وكذا مصالح الحماية المدنية المتعلقة بعدد الهكتارات التي تتلفها ألسنة النيران من الغطاء الغابي خير دليل على ذلك، وكانت آخرتها تلك التي تم تسجيلها منذ تبني هذه المصالح مخططها الخاص بمكافحة النيران الخاص بهذه السنة، التي صنفت من بين أسوأ حصيلة لم تعرفها الولاية منذ 2007 والمقدرة ب 1336 هكتار، حيث أن أغلبية هذه المساحة من حقول أشجار الزيتون، وهو الوضع الذي أثر سلبا ورمى بضلاله على أسعار زيت الزيتون التي شهدت ارتفاعا لم يسبق لها مثيل بالولاية حيث تجاوز سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون في الآونة الأخيرة 800 دج، وهو السعر الذي يبقى مرشحا للزيادة خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما أجمع عليه بعض المواطنين الذين يتاجرون بهذه المادة ل «الجزائر نيوز»، حيث أكدوا أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون جاءت كنتيجة حتمية للحرائق العديدة التي أتت على العديد من حقول الزيتون خصوصا أن أغلبية الحرائق تم تسجيلها خلال هذه الصائفة في المناطق التي تعد من أكبر الأماكن المنتجة لزيت الزيتون على غرار كل من دائرتي عزازقة وبوزقان وكذا ذراع الميزان وغيرها من المواقع الأخرى التي ينتظر أن تعرف كميات الإنتاج فيها خلال موسم جني الزيتون القادم أضعف النسب التي لم يسبق للولاية أن سجلتها من قبل وذلك نظرا للأسباب السالفة الذكر، حيث ومن أجل تعويض ذلك، عمدت العديد من العائلات المالكة لحقول الزيتون على رفع أسعار مخزون الزيت المتوفر لديها منذ موسم جني الزيتون المنصرم، قناعة منها ومسبقا بتراجع كميات الإنتاج خلال موسم الجني القادم. هذا، وقد شهدت أسعار زيت الزيتون في المعاصر التي تتضمنها الولاية نفس الشيء أيضا، حيث ارتفعت أسعارها بنفس القيمة، بعدما كانت في السابق تعتمد على أسعار مخالفة للمتداول عليها في السوق السوداء، التي كان يجد فيها المواطن سبيلا للهروب من الأسعار الباهظة التي يفرضها من يتاجرون بهذه المادة وتسمح لهم باقتنائها نظرا لصعوبة الاستغناء. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن تيزي وزو وخلال السنة المنصرمة، فقدت ما يقدر 6910 من الأشجار المثمرة 80 بالمئة منها من أشجار الزيتون وهي الحصيلة التي خلفتها 196 حريق تم تسجيلها بالولاية.