بعد الفشل الذي منيت به دول غرب إفريقيا في حشد الدعم الدولي لفرض تدخل عسكري في شمال مالي، غيّرت هذه الدول لهجتها وأعلنت أن المفاوضات مع الجماعات الإسلامية في شمال مالي من شأنه أن يحل الأزمة، وجاءت تأكيدات هذه الدول على لسان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي أعلن “يجب أن نحمل الاستقرار للحكومة" في باماكو، مضيفا “أعتقد أنه عبر التفاوض سيكون بإمكاننا حل هذه الأزمة". وأضاف جوناثان خلال زيارة لدكار “أعتقد عبر المفاوضات سيكون بإمكاننا أن نحل هذه الأزمة. لسنا بالضرورة بحاجة لتدخل عسكري ولكن في حال فشلت المفاوضات ليس لنا خيار آخر"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن تدخلا عسكريا لغرب إفريقيا في مالي ليس مستبعدا في هذا البلد الذي يحتل إسلاميون مسلحون قسمه الشمالي في حال فشلت المفاوضات. وشدد غودلاك جوناثان على أن “الدبلوماسية أو التفاوض هو الخطوة الأولى والتدخل العسكري يأتي في نهاية المطاف. عندما تفشل المفاوضات عندها يمكننا التحدث عن تدخل عسكري". وأعلن الرئيس النيجيري بعد محادثات وعشاء مع نظيره السنغالي ماكي سال في القصر الرئاسي “أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سوف تتدخل بالتأكيد عسكريا ولكن قبل أي شيء نحن مع المفاوضات". وكانت المنظمة الإفريقية أعدت خطة تشمل ضمان أمن النظام الانتقالي وتدريب القوات المالية قبل أي تدخل في الشمال ضد الإسلاميين، لكن باماكو رفضت أن تتولى قوة إقليمية ضمان أمن مؤسساتها. ورغم أن حركة بوكو حرام الإرهابية التي خلفت هجماتها في نيجيريا أكثر من 1400 قتيل منذ 2010 في شمال ووسط نيجيريا، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش يتواجد مقاتلوها في شمال مالي إلا أن الرئيس النيجري استبعد استعمال القوة ضد الحركة، وقال الرئيس النيجري إن “حكومة نيجيريا لن تحرك قوات لإلغاء قسم من نيجيريا، لأن الإرهابيين يختلطون بالمدنيين. في حال استعملنا قوة نار كبيرة فسيكون هناك الكثير من الضحايا الأبرياء. يجب أن نكون حذرين جدا" لأنه “وضع حساس للغاية".