اهتز حي مفترق الطرق الأربعة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، صباح أمس، على وقع حادث اختناق بالغاز غير مسبوق، ذهب ضحيته 9 أشخاص من بينهم عنصران من الحماية المدنية قضيا نحبهما أثناء محاولتهما إنقاذ الضحايا، بينما يرقد ثالثهما في قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي بن باديس في حالة خطيرة... وقائع الحادث المأساوي الذي ألم بعائلتي حبشي وكيحل تعود، حسب شهود عيان، إلى ساعة مبكرة من صباح أمس عندما قرر الإخوة الأربعة وأبناء عمهم من العائلة الأولى تنظيف البئر الذي يوجد في قلب المنزل بمساعدة جارهم من العائلة الثانية، وهي العملية التي استغرقوا فيها فترة من الزمن بعدها قاموا بتشغيل المحرك بغرض ضخ المياه، غير أن ذلك لم يحصل، فنزل أول الضحايا إلى الحفرة التي توجد بها المضخة ليتفقد الأمر، غير أنه تأخر في العودة، الأمر الذي اضطر أخاه إلى النزول لتفقده، غير أنه لم يعد فقرر ثالثهم تفقدهم وهكذا إلى غاية نزول الشخص السابع إلى الحفرة وكلهم لقوا حتفهم بداخلها لحظات بعد استنشاقهم للغاز المحروق الذي كان ينبعث من المحرك، بعدها حاول أحد أفراد العائلة تفقدهم، غير أن عدم ردهم على نداءاته اضطره إلى الاتصال بمصالح الحماية المدنية التي تدخلت بعد فترة من الزمن وحينها كان المكان يعج بسكان الحي الذين وفور وصول رجال الحماية سارعوا لإرغامهم على الدخول بسرعة لإنقاذ الضحايا، وهو ما قام به ثلاثة عناصر دخلوا الحفرة دون معدات الوقاية والتنفس ما تسبب في وفاة اثنين منهم، بينما تم استخراج الضحية الثالثة في حالة خطيرة يرقد بسببها في المستشفى. وأضاف شهود عيان أن تأخر رجال الحماية المدنية في الخروج، اضطر زملاءهم إلى طلب الدعم، غير أن تأخرهم في الوصول لم يمكن من إنقاذ الضحايا الذين تم انتشال جثثهم قبل نقلها نحو مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بن باديس في الوقت لذي فتحت فيه مصالح الأمن التي سجلت حضورها بعين المكان تحقيقا للبت في حيثيات الحادثة على أن يتم تحديد سبب الوفاة بصفة رسمية بعد إخضاع الجثث للتشريح. هذا، وقد خلف الحادث حالة من الهلع والحزن وسط سكان المنطقة وقسنطينة بصفة عامة، ومن المنتظر أن يتم تشييع جثث الضحايا الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و43 سنة ظهر اليوم. تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الحوادث أصبحت تعرف منحى تصاعديا بقسنطينة، حيث تم إحصاء ما يقارب 20 حالة منذ 2010 بقسنطينة، اختنق أصحابها داخل الأبيار، بينما هم بصدد تطهيرها.