جمال دبوز أو ظاهرة المجتمع الفرنسي كما يطلق عليه، خطا بهدوء نحو عالم الكوميديا الفرنسية ليصبح زعيم الفكاهة باللغة الفرنسية، ويتحوّل من ابن مهاجر بحي فقير إلى نموذج لنجاح شباب المهجر، مليارديرا يعرف جيّدا كيف يدير أعماله. ولد جمال في باريس عام 1975، وقام مع عائلته بهجرة معاكسة إلى المغرب، الموطن الأصلي للعائلة، ثم عاد وهو في الخامسة من عمره إلى فرنسا لكي ينشأ في حي «باريس» الفقير في باريس، ثم في عمارة من عمارات ذوي الدخل المحدود في ضاحية «ايفلين» وهناك لفت انتباه أحد المشرفين المسرحيين فأخذه إلى فرقة مسرحية للشباب. كان جمال يجتاز سكة للقطارات مع أحد رفاقه، عائدا إلى البيت، حين ضربه قطار في ذراعه اليمنى التي توقفت منذ الحادث عن النمو. وهكذا عرفه الجمهور فنانا بذراع واحدة والأخرى داخل جيب السروال. انطلق من المسرح إلى الإذاعة، ثم إلى السينما والتلفزيون. وفي سنة 1998، كانت أهم خطواته، إذ انتقل للعمل في قناة كانال بلوس وهناك وجد المؤطرين والإمكانيات للبروز كأحد أهم الوجوه الكوميدية الصاعدة، بعدها بعام بدأ يظهر في سلسلة “ايريك ورمزي" الهزلية واختطف الأضواء من بطلي العمل، واستمر بعد ذلك في التألق عبر مجموعة من الأعمال الهزلية اليومية. يعتبر المخرجون السينمائيون الذين تعاملوا مع جمال أنه منضبط خلال أدائه لعمله على خلاف الصورة المتمردة والعصية على الترويض المعروفة عنه. وكان جمال حاضرا في عدة أعمال تعتبر من أبرز نجاحات السينما الفرنسية مثل “القدر العجيب لأملي بولان" و«استيريكس وأوبيليكس: مهمة كليوباترا" وفيلم “انديجان" الذي ساهم في إنتاجه نظرا لأنه يعيد الاعتبار للجنود المغاربة الذين خاضوا الحرب العالمية الثانية تحت لواء فرنسا، ويعتبر دور سعيد في هذا العمل أكثر أدواره جدية وهو الذي ربح به من كان يشكك في قدراته ووضح للجميع أنه قد اجتهد لتطوير أدائه. أسسّ في سنة 2008، مسرحاً صغيراً في باريس، هناك يقود فرقة Comedy Club ويحاول منح فرص الظهور للكثير من المواهب الشابة، وكان آخرها الكوميدي الجزائري عبد القادر سيكتور، كما يوازي تواجده الفني والمالي بتضامن اجتماعي، حيث يشرف على جمعية ساعة الفرح للعناية بالأطفال إلى جانب منظمات خيرية أخرى. وبهذا المعنى، فإن جمال دبوز فنان ملتزم سياسيا، شاء أم أبى، وهو الصورة الجديدة للشاب المهاجر الناجح في ميدانه الذي يحترم الغير ويسعى للتأقلم في المجتمع الجديد. وتبقى لهذا الشاب العصامي نقطة ضعف واحدة، هي غرامه بالسيارات الفخمة والسريعة. وقد سببت له قيادته السيارات في مشكلات كثيرة.