وقع الفكاهي الجزائري عبد القادر سيكتور عقدا مع قناة »دوزام« المغربية لتقديم برنامج يومي خلال شهر رمضان المقبل وذلك بعد أن فشلت المفاوضات للتعامل مع شركة إنتاج جزائرية كانت قد عرضت عليه تقديم برنامج فكاهي على التلفزيون الجزائري بشرط أن يتفرغ هذا الأخير لتصوير العمل مدة 45 يوما كاملا مما يستوجب إستقراره بالجزائر العاصمة كل هذه الفترة وهو ما لم يتقبله هذا الفكاهي كونه مرتبطا بمشاريع فنية عديدة بمختلف الدول المغاربية والأوروبية ناهيك عن جولاته بفرنسا لعام 2012 علما أن عبد القادر سيكتور يملك جمهورا كبيرا بالمغرب من خلال برنامج »سهران معاك الليلة« الذي تبثه القناة الثانية كل يوم سبت الأمر جعله يتحمس أكثر لتوقيع هذا العقد مع تلفزيون »دوزام« ولا يتعلق الأمر بالدول المغاربية فحسب بل أن السيكتور قد نال شهرة واسعة في أوروبا وفي ظرف قياسي حيث إكتشفه الجمهور الفرنسي من خلال الممثل والمخرج »جمال دبوز« الذي أعجب بآدائه الفكاهي وطريقه تنشيطه للسهرات الفنية والبرامج الكوميدية فإتصل به وقرر مساندته فنيا لصنع إسم خاص به بفرنسا فأضحى هذا الأخير ظاهرة فكاهية فريدة من نوعها خصوصا أنه الفكاهي الوحيد الذي واصل درب المفتش الطاهر في تقديم فن فكاهي هادف وصحيح إذ عرف عنه تطرقه إلى وضعية المهاجرين الجزائريين والتعليقات الساخرة التي يبديها الفرنسيون مع تقديمه لطرائف إجتماعية مضحكة وممتعة تنم عن موهبة فنية متمكنة وقادرة على رسم الإبتسامة ومن أشهر العروض الفكاهية التي عرف بها »السيكتور« مونولوج »حياة كلب« الذي تناول فيه قضايا إجتماعية هامة بطريقة هزلية وفي قالب كوميدي ممتع وهي في الأصل للمؤلف »محمد حميدي« الذي كتب نصا يعالج فيه وضعية المواطن البسيط وإنشغالاته في مجتمع قاس لا يأبه للفقير ولا يهتم للمريض والأهم من ذلك أن »مونولوج« »حياة كلب« يكشف عن بعض السلوكات المشينة لسكان المغرب العربي وتصرفاتهم السلبية في الشوارع والتي تبعد كل البعد عن التحضر والعصرنة التي نجدها منتشرة بكثرة في المجتمعات الأوروبية على غرار فرنسا حيث يوضح السيكتور كيف تهتم الأسرة الفرنسية بالحيوان وتحرص على سلوكاتها مع الجيران والأصدقاء حتى أنها تحترم حرمة الميت وتخلد ذكراه وإضافة إلى هذا العرض المسرحي الناجح فقد قدم السيكتور أيضا عرض آخر حول »كرة القدم« وطريقة تشجيع الأوروبيين لفرقهم واصفا تصرفهم بالتصرف الحضاري واللبق بعيدا عن الهمجية والفوضى وإفتعال المشاكل على غرار ما يحصل في الملاعب العربية اليوم وأحداث الشغب التي تسببت في مشاكل سياسية كبيرة بين عدة دول مثل الجزائر ومصر وأزمة »أم درمان« التاريخية وما شد الإنتباه في أعمال »السيكتور« الفكاهية أنها غالبا ما تحمل في لبها العديد من الرسائل التوعوية والنصائح التربوية على غرار »حياة كلب« التي وجه من خلالها دعوة صريحة بضرورة الإبتعاد عن »الحرڤة« والهجرة غير الشرعية وذلك حتى لا يتعرض الجزائريون للإهانة والذل ببلاد المهجر تماما مثلما يحدث مع عدد الشباب الذين لا زالوا الحد الآن يعانون من مظاهر الإحتقار والتمييز العنصري كونهم غرباء ولا يملكون وثائق أو وضعية إجتماعية جيدة تضمن بقاءهم ببلاد المهجر وتحميهم من القانونية ومن جهة أخرى فإن الفكاهي الجزائري السيكتور قد رفض مؤخرا مشاركته في فيلم سينمائي فرنسي لمخرج أمريكي طلب منه تجسيد دور »الإمام« لكن إبن الغزوات عارض الفكرة خوفا من تشويه صورة الإمام في فيلم غريب عن عاداتنا وديانتنا وهو ما سيعرضه لا محالة لإنتقادات جمة من طرف الجمهور العربي والمغاربي مؤكدا ذات الفكاهي أنه يكتفي في هذه الفترة بتقديم عروضه المسرحية على ركح الخشبة ويكفيه أن يتكلم بحرية عما يخالجه من أفكار دون التقيد بسيناريو فرنسي أو أمريكي ما دام أنه يملك جمهورا واسعا أحب آداءه وإستمتع بحضوره المتميز وللإشارة فإن السيكتور إسمه الحقيقي »عبد القادر أرحمان« وقد كانت بدايته مع فن الفكاهة عام 1998 في إحدى الأعراس عندما إنقطع التيار الكهربائي وطلب منه تقديم بعض النكت والطرائف فإكتشف أصدقاؤه موهبته الفنية وصار معروفا بكثرة في منطقته وعام 2005 تلقى دعوة من طرف عز الدين ميهوبي لتنشيط سهرة توزيع جوائز الميكروفون الذهبي لهيلتون ليتلقى بعدها عددا كبيرا من الدعوات الهامة لتقديم عروضه الفكاهية المميزة.