طاف عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، طيلة ساعة ونصف من نهار أمس الأربعاء، بين أجنحة الصالون الدولي للكتاب، بقصر المعارض السافكس، وبرفقة وزيرة الثقافة خليدة تومي، تصفح المسؤول جديد دور النشر الجزائرية والعربية والفرنسية، واغتنم فرصة حديثه مع أحد الناشرين ليتساءل عن حقيقة ما جاء في أحد روبورتاجات فرانس 24 بخصوص مقاطعة الجزائريين للمتاحف، ما دفع تومي إلى الدفاع عن قطاعها. وصل الرئيس إلى قصر المعارض الصنوبر البحري، في تمام الرابعة زوالا مرفقا بالوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من الوزراء القدامى والجدد، ودخل معهم إلى الرواق الرئيسي مجددا، بعد أن قاطع الصالون السافكس لأزيد من سنتين، من أجل الاستقرار في خيم كبيرة بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، وقد بدت أرجاء الصالون في أحسن حال من السنة الفارطة، لولا درجات الحرارة العالية التي أغرقت بعض العارضين في عرق تصبب من أجسادهم المتعبة، علما أن المعرض لا يحتوي على مكيفات هوائية، فكان طواف الرئيس معاناة لكل المرافقين الدبلوماسيين والسياسيين. اتبع بوتفليقة مساره الاعتيادي بين الدور المختارة لزيارته الرسمية، بدء من الديوان الوطني للفنون المطبعية، المشهورة ب “إيناق"، حيث اطلع على المصحف ورش المطبوع حديثا من قبلها في إطار فعالية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011. أما “أوديف 2000" فقدمت للرئيس قاموسا خاصا بتاريخ الجزائر بمناسبة خمسينية الاستقلال. وخلافا للعام الماضي، لم تطل زيارة الرئيس في جناح ديوان المطبوعات الجامعية، ولم يسأل عن أحوال الكتاب الجامعي وعن مدى إمكانية المؤسسة تلبية حاجات طلبة الأسلاك العلمية والتكنولوجية. عند “داليمان" ثم “البرزخ" أخذ بوتفليقة معه الكتاب الأخير الصادر عن “لاديكوفارت" والبرزخ مؤخرا بعنوان “تاريخ الجزائر في الفترة الكولونيالية"، بينما في دار “القصبة" لم يتم التطرق إلى مذكرات الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد التي ستصدر في الفاتح نوفمبر المقبل، إلا أن الرئيس أخذ معه “ذكريات من زمن البراءة" لمحمد الميلي، و«المقاومة الجزائرية: عبان رمضان وبنادق التمرد" للمؤلف بلعيد عبان، إضافة إلى كتاب “باريس 1961" لجيم هاوس. استوقف محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين سابقا، مدير الدار المصرية اللبنانية، موكب الرئيس، ليقدم له كتابا “جمال بن ناصر: من القرية إلى الوطن" و«فرقة ناجي عطا الله" ومجموعة شعرية تضم ما كتبه المصريون حول ثورة الجزائر. قالت خليدة تومي في تصريح عقب زيارة بوتفليقة، إن رئيس الجمهورية “خرج بانطباع جميل عن المعرض" إلا أنه دعا القائمين عليه إلى تحسينه أكثر فأكثر، خاصة وأن الدورة 17 تضع الجزائر كضيف شرف بمناسبة 50 سنة استقلال. تومي أكدت أنها عقبت على تساؤل الرئيس في دار الشهاب، حين سأل مديرها عن خلفية روبورتاج قناة فرانس 24 حول عزوف الجزائريين عن زيارة المتاحف، فقالت “كان لا بد أن أتدخل في النقاش، لأن الأمر يخص قطاعي، وقلت له إن القناة لو حاورت مديرا مثل جحيش كان سيخبرهم أن متحف الماما يستقبل يوميا 500 زائر"، في إشارة منها إلى أن الروبورتاج تحدث إلى غير أهل الاختصاص.