أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس على افتتاح المعرض الدولي ال17 للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري، حيث طاف بعدد من دور النشر الجزائرية والدولية المشاركة فيه، والتي بلغ عددها 750 دار نشر من 41 دولة.. استهل فخامة رئيس الجمهورية زيارته بجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية التي أوكلت لها هذه السنة مهمة الإشراف على المعرض الدولي للكتاب، حيث استمع لشروحات حول بعض الإصدارات، لا سيما منها المصحف الردوسي برواية ورش الذي صدر في طبعة مرموقة خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، وعدد من المؤلفات التي تتحدث عن كبار الكتاب في العالم العربي أمثال جبران خليل جبران، ورضا حوحو، ليتوقف بعدها رئيس الجمهورية عند جناح «ديوان المطبوعات الجامعية»، حيث أثار انتباهه العناوين الجديدة أين اطلع على أهم الإصدارات، ليعرج على جناح «منشورات داليمان» ليتلقى تفاصيل حول عدد من الكتب من بينها «موسوعة الدول الإسلامية» لعاشور فني، و«أسلافنا الملوك النوميديين» لمحفوظ فروخي. إلى جانب ذلك قام فخامة الرئيس بزيارة لجناح دار الشروق المصرية والذي أشاد ممثلها بسعادته لهذه الزيارة ولمشاركتهم في الصالون، حيث أكد لرئيس الجمهورية عن مشاركتهم بعناوين حول شخصيات جزائرية فذة أمثال العلامة عبد الحميد بن باديس، وإصدار مشترك بين الجزائر ومصر بعنوان «عرائس من الجزائر» لزينب الميلي. وبجناح دار القصبة توقف بوتفليقة عند كتب «ذكريات زمن البراءة لمحمد الميلي»، و«عبان رمضان مقاومة جزائرية» لمؤلفه بلعيد عبان، إلى جانب كتاب «الجميلة والشاعر» لأمال مهدي، كما طاف بوتفليقة بمنشورات «الشهاب» و«أشات الكتب العالمية». من جانب آخر تلقى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هدايا معتبرة من طرف الدار المصرية اللبنانية تمثلت في كتاب بعنوان «من القرية إلى الوطن العربي» الذي يشيد بانجازات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومؤلف «آداب ساخرة» لفرقة ناجي عطا الله، إلى جانب إصدار بعنوان «ثورة الجزائر في ابداع الشعر المصري»، حيث أشار رئيس مجلس إدارة دار النشر اللبنانية ل«الشعب» أن هذا الكتاب يأتي احتفاء بخمسينية الجزائر. كما قدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدولة الكويت درعا تذكاريا لفخامة رئيس الجمهورية. جهود مبذولة لإنجاح المعرض من جانب آخر وفي تصريح مقتضب لوزيرة الثقافة خليدة تومي أكدت أن هذه الطبعة تأتي في إطار احتفاء الجزائر بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، مشيدة بالجهد الذي يبدله أبناء هذا الوطن خدمة له، ناهيك عن البناء الثقافي الذي اعتبرته الوزيرة الأهم كونه يبني الإنسان، مشيرة إلى الجهود التي بدلت حتى يكون المعرض في مستوى تطلعات الشعب الجزائري . الكتاب والنشر من أولويات رئيس الجمهورية للإشارة أولى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عناية خاصة بالثقافة منذ توليه سدة الحكم، حيث خصص لها فضاء واسعا ضمن برنامجه بجعلها من أهم دعائم التنمية المستدامة.. وسعى فخامة رئيس الجمهورية إلى تقديم الاهتمام المتزايد بعالم الإنتاج والبحث ودعم النشر، وكان يدعو في كل مناسبة إلى ضرورة جعل النشر محفزا نموذجيا لبروز الصناعات الثقافية وحث على ترقية الكتاب كمنتوج ثقافي. فقد عرفت مختلف التظاهرات الثقافية الدولية التي احتضنتها الجزائر تحت اشراف فخامة رئيس الجمهورية إعطاء الأولية للكتاب والنشر، وهو ما لمسناه وتحقق على أرض الواقع من خلال ما تم طبعه أو إعادة طبعه أو ترجمته خلال مختلف الفعاليات الثقافية نذكر منها تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 التي عرفت نشر 365 عنوان، ولم تفوت التظاهرة فرصة تنظيم صالون للكتب عرضت فيه المطبوعات التي أنجزت في إطار هذه المناسبة وكذا المخطوطات والكتب القديمة. كما أن عاصمة الثقافة العربية التي احتضنتها الجزائر في 2007 شكلت ثورة ثقافية حيث تم طبع 1008 كتاب جديد بمعدل وصل ثلاثة ملايين نسخة، من بينها 600 كتاب كلاسيكي لكتاب جزائريين وأجانب و90 ترجمة لروائع الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، إضافة إلى إصدار 40 عنوانا لكتب فاخرة عن المدن الجزائرية، وإعادة طبع بعض المؤلفات العربية المشهورة، كما كان للأطفال نصيب من الكتب، حيث تم طبع مائتي كتاب لهذه الفئة في مختلف المجالات، إضافة إلى تقديم 50 قافلة مكتبية متنقلة تجولت عبر المحافظات، كما لا يمكن تفويت الحديث عن المعرض الدولي للكتاب الذي يولي له فخامة رئيس الجمهورية اهتماما خاصا، ولم يفوت فرصة تدشينه في كل مناسبة، على اعتبار أنه يمثل الحدث الثقافي الأبرز، ويعرف إقبالا جماهيريا كبيرا وهو ما جعله يحتل مكانة هامة بين المعارض الدولية في العالم، وكان محافظ الصالون الدولي قد أشار إلى الطلبات القياسية التي تقدمت بها دور النشر الوطنية والأجنبية من أجل المشاركة في فعالياته. ولولا المساحة المحدودة المخصّصة لاحتضان هذا الصالون والمقدرة ب14 ألف متر مربع، لكان عدد دور النشر المشاركة في صالون الجزائر الدولي للكتاب أكثر بكثير.