تم تكريم الروائي والشاعر الجزائري رشيد بوجدرة، أول أمس الخميس بقصر المعارض (الجزائر العاصمة) في إطار فعاليات الطبعة ال 17 للصالون الدولي للكتاب التي تمتد فعالياتها إلى غاية ال 29 سبتمبر الجاري. وتطرق رشيد بوجدرة خلال اللقاء الذي خص لتكريمه إلى أهم المحطات التي عرفها خلال مسيرته الأدبية الحافلة مستعرضا مختلف المواقف التي تعرض لها في حياته كمناضل سياسي وكأديب. وتحدث الروائي عن اللبنات الأولى التي صنعت منه أديبا وشاعرا وكاتب سيناريو حيث ذكر أهم رواد الأدب العالمي الذين نهل منهم أمثال مارسيل بروست. وكشف صاحب رواية “الحلزون العنيد" أن دخوله الأدبي كان مع روايته “التطليق" (1969) التي كتبها باللغة الفرنسية وترجمت إلى العربية في تونس، مشيرا إلى أنها جاءت للتعبير عن “فجوة شخصية". وأشار بوجدرة كذلك إلى أهمية التكوين باعتباره درس الرياضيات والفلسفة وعمل كذلك مدرسا لهاتين المادتين معتبرا أن الفلسفة وما تحويه من مفاهيم الميتافيزيقا منحته “رؤية سياسية" للأوضاع التي تجري حول العالم وهو ما يميزه -حسبه- عن بقية أدباء المغرب العربي. وأضاف الأديب إن “رؤيته السياسية ونضاله السياسي إلى جانب الماركسية جعلته يوظف المادة التاريخية في العديد من مؤلفاته" معتبرا أنه “لا يمكن أن يكتب رواية دون أن تكون لها خلفية تاريخية". وذكر في ذات الصدد مختلف المؤلفات التي استعمل فيها المادة التاريخية انطلاقا من أحداث تدور خلال حرب التحرير الوطنية على غرار “أشجار التين البربري" و«فندق سان-جورج" مرورا بالحضارات العربية والإسلامية ك«معركة الزقاق" و«ألف عام وعام من الحنين". من جهة أخرى، تطرق بوجدرة إلى علاقته بالشعر معتبرا نفسه شاعرا قبل أن يكون روائيا مشيرا إلى أن “الأديب لا يمكن أن يكتب رواية بمعزل عن روح شعرية". وفي هذا الإطار كشف منشط اللقاء يوسف سايح أن منشورات “البرزخ" ستقوم بنشر مجموعة شعرية لرشيد بوجدرة في أكتوبر القادم وهو ما أكدته كذلك دار النشر. وبخصوص تجربته السينمائية قال الروائي إنه خاض تجربة في مجال السينما حيث كتب عدة سيناريوهات لأفلام جزائرية ك “وقائع سنوات الجمر" للخضر حامينة الذي افتك السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي عام 1975، بالإضافة إلى “علي في بلاد السراب" لأحمد راشدي و«نهلة" لفاروق بلوفة 1997. وعن تأثيراته الأدبية أراد بوجدرة أن يكرم خلال هذا اللقاء الأدبي الكاتب الجزائري كاتب ياسين معتبرا إياه “المعلم" الذي ما انفك بوجدرة يقرأ لمجمل أعماله “بانبهار" كاشفا أنه في سن ال 14 قرأ أول رواية له وهي “نجمة" لكاتب ياسين. وتحدث الروائي عن إنتاجه الأدبي باللغة العربية مشيرا إلى أن له 12 رواية بهذه اللغة فيما تأسف لاعتباره في الأوساط الأدبية كونه كاتبا باللغة الفرنسية. وأعرب الروائي بوجدرة عن تأسفه بما يدور حاليا في العالم من أحداث ك “الربيع العربي" والفيلم والرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم (ص)، مبديا رفضه لأي اعتداء على الأديان السماوية.