سجلت وزارة التربية الوطنية، أكثر من 100 ألف تلميذ لم يلتحقوا بالمدارس إلى غاية اليوم، وهذا لأسباب عديدة، لكن أغلبها مرتبطة بالاكتظاظ. ورفض التلاميذ الدراسة في حجرات بالابتدائيات والمتوسطات، ومن المنتظر أن تستعين العديد من الثانويات بالمطاعم والمكتبات للتدريس فيها للتخفيف من حدة الاكتظاظ. أكد مصدر مسؤول بقطاع التربية الوطنية، أن الاكتظاظ الذي ميز السنة الدراسية الحالية، وأخرج العشرات من التلاميذ والأولياء إلى الشوارع، لازالت آثاره السلبية تظهر في كل يوم خاصة على التلاميذ، حيث أحصت الوزارة عشرات الآلاف من التلاميذ في السنة الأولى ثانوي لم يلتحقوا بحجرات الدراسة بالعديد من المؤسسات التربوية عبر الوطن. وهذا العزوف عن الالتحاق بالمدارس يرجع -حسب مصدرنا- إلى عدة أسباب أهمها رفض التلاميذ الالتحاق بالأقسام التي أنشأتها مؤسساتهم بملحقات في المدارس الابتدائية والإكماليات، وقد شهدت العديد من الثانويات منذ بداية الشهر الجاري احتجاجات من طرف التلاميذ والأولياء الذين رفضوا أن يتم تدريس أبنائهم في ملحقات خارج مؤسساتهم الأصلية. كما كشف المصدر ذاته، أن من أسباب عدم التحاق أزيد من 100 ألف تلميذ بالمدارس، هو عدم اكتمال إنجاز بعض المؤسسات المستلمة التي لم يكتمل إنجازها، مشيرا على سبيل المثال إلى أن بعض الثانويات في الرويبة لم يلتحق تلامذتها إلى حد الساعة بأقسام الدراسة بسبب عدم انتهاء الأشغال بها، كما أوضح مصدرنا أن مشكلة الأقسام الدوارة عجز العديد من مدراء الثانويات تسييرها بسبب ارتفاع عددها. وعن الحلول التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية للتخفيف من حدة الاكتظاظ بالمؤسسات التربوية، كشف المصدر ذاته أن اعتماد ملحقات في المتوسطات والابتدائيات المجاورة، وكذا اعتماد الأقسام الدوارة، لم يحل المشكل نهائيا. وفي هذا الإطار، كشف أن الوصاية قررت الاستعانة بالمطاعم المدرسية، والمكتبات، وحجرات النشاطات للتخفيف من الاكتظاظ، حيث قررت تحويلها إلى حجرات للدراسة. وللإشارة، فقد كان وزير التربية الوطنية بابا احمد عبد اللطيف، قد صرح نهاية الأسبوع الماضي عن استلام أزيد من 100 ثانوية جديدة في غضون الشهرين المقبلين، لكنه اعترف في الوقت ذاته أن الحل النهائي للاكتظاظ سيكون مع بداية السنة الدراسية المقبلة 2013 / 2014، وقد عرف قطاع التربية الوطنية تأخرا في إنجاز 413 ثانوية من قبل شركات الإنجاز عبر 35 ولاية بالرغم من أن بعض المشاريع انطلقت بها الأشغال منذ سنة 2004، وهو ما تسبب في الاكتظاظ في السنة الأولى ثانوي، ويتعلق الأمر لا سيما بولاية الجزائر التي كان من المنتظر أن تستلم 29 ثانوية ووهران 24 ثانوية وسطيف 23 ثانوية وكل من تيزي وزو وتلمسان وبسكرة وأم البواقي والشلف التي كان من المتوقع أن تستلم كل واحدة منها 17 ثانوية مع الدخول المدرسي 2012-2013. ويعود مشكل الاكتظاظ الذي يمس بشكل خاص عشر ولايات إلى التحاق كوكبتين من التلاميذ بالطور الثانوي (التلاميذ الذين استكملوا الطور المتوسط للنظامين القديم والجديد) والتأخر في إتمام إنجاز المنشآت المدرسية المبرمجة لهذا الغرض.