اقتراح بتخفيض معدل الانتقال إلى 9.5 للتقليل من الاكتظاظ بالسنة الأولى ثانوي لم تقتنع نقابات التربية بالتبرير المقدم من طرف وزارة التربية بخصوص الاكتظاظ غير المسبوق الذي ستعرفه أقسام السنة الأولى ثانوي بعد التحاق كوكبتين من التلاميذ بهذه الأقسام، وذلك بالرغم من إعلان الوزير أبو بكر بن بوزيد عن استلام 140 ثانوية جديدة خلال شهر ديسمبر المقبل. التقت، أول أمس، ست نقابات في قطاع التربية مع وزير القطاع أبوبكر بن بوزيد بمقر الوزارة بالعاصمة لتدارس جملة من المشاكل العالقة، وعلى رأسها الدخول المدرسي المقبل الذي سيكون في التاسع سبتمبر، والذي سيتميز باكتظاظ كبير بالتحاق أكثر من 130 ألف تلميذ بحجرات التدريس للسنة الأول ثانوي. وخرجت نقابات القطاع، وهي غير راضية عن التبريرات المقدمة من طرف الوزير وطاقمه، معتبرة إلقاء مسؤولية عدم انجاز العدد الكافي من الثانويات لاستقبال التلاميذ على مديريات السكن الولائية ب ”التهرب من المسؤولية” بالنظر إلى أن الوزير لا يعمل في حكومة مستقلة عن وزارة السكن والعمران. وقال المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مسعود بوديبة في تصريح ل”الفجر”، إن اللقاء الذي شاركت فيه نقابته الخميس الماضي تناول مشكل الاكتظاظ بالثانويات، حيث تطرقت الوزارة إلى نقص المرافق، مرجعة تأخر انجاز الثانويات إلى مديريات السكن التي لم تف بتعهداتها. وبين بوديبة أن مصالح الوزير بن بوزيد أرادت أن تبعث رسالة مفادها أن هذه المشكلة ظرفية، مشيرا إلى أن نقابته لم تقتنع بهذا الطرح كون أن مشكل الاكتظاظ ليس بالظاهرة الجديدة رغم تفاقمها هذا العام بالتحاق كوكبتين من تلاميذ السنة الرابعة متوسط بالثانويات. وحسب بوديبة، فإن النقابة لم تقتنع كذلك بتحميل مديريات السكن التأخر في إنجاز المرافق، معتبرا ذلك بالتهرب لأن كلا من وزارتي السكن والتربية جزء من الحكومة التي لم تراعي -حسبه - القضايا التربوية خلال انجازها للسكنات وترحيل العائلات، رغم أن المتعارف عليه هو بناء ثانوية ومتوسطتين وأربع ابتدائيات لكل ألف نسمة. وأشار ممثل ”الكناباست” أن هذا المشكل سجل -على سبيل المثال- السنة الماضية ببلدية بئر توتة التي رحلت إليها العديد من العائلات في إطار برنامج القضاء على البيوت الهشة، وهو مرشح للتفاقم نتيجة عدم توفير المرافق اللازمة، متوقعا في الصدد أن يتراوح عدد التلاميذ بين 40 و55 تلميذا في أقسام السنة الأولى ثانوي. ومن جانبه، وصف المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني رواني جمال الدخول المدرسي المقبل ب”الكارثة” بسبب الاكتظاظ الذي ستعرفه مختلف الثانويات، معتبرا إلقاء الوزارة المسؤولية على مديريات السكن غير مبرر ويصب في خانة ”التهرب” من معالجة الوضع القائم والذي مفاده أن العديد من التلاميذ سيزاولون دراستهم في وضع غير مقبول، رغم تعهد الوزارة بضمان مكان لكل تلميذ إلا أن ذلك سيؤثر على تحصيلهم الدراسي. ويرى نواري أن هذا الوضع سيؤثر في الأصل على الإصلاح التربوي الذي باشرته وزارة التربية بعد أن تعهدت في 2008 ببناء العدد الكافي من الثانويات في الدخول المدرسي المقبل والبالغ 500 ثانوية، إضافة إلى أنها لم تفي بتقليص عدد التلاميذ في الأقسام إلى 20 تلميذا. وفي السياق، اقترحت كل من النقابة الوطنية لعمال التربية والاتحادية الوطنية لعمال التربية تخفيض معدل الانتقال إلى السنة الثانية ثانوي إلى 5.9 على 20 بدلا من 10 على 20 لتخفيف الضغط على أقسام السنة الأولى. بن بوزيد: استلام 140 ثانوية جديدة شهر ديسمبر المقبل لحل مشكلة الاكتظاظ وجاء رد النقابات على الوزارة، خلال الاجتماع الذي جمعها ببن بوزيد الذي أعلن عن استلام 140 ثانوية جديدة خلال شهر ديسمبر المقبل -من ضمن 500 مبرمجة- بهدف مواجهة مشكلة الاكتظاظ المتوقعة على مستوى أقسام السنة الأولى ثانوي، مشيرا إلى أنه باستلام هذه الثانويات سيرتفع عدد الثانويات المنجزة منذ 2008 إلى 530. وأبرز الوزير أن بناء هذا العدد من الثانويات الجديدة جاء تحسبا للاكتظاظ المرتقب نتيجة التقاء كوكبتي التلاميذ الذين أنهوا الطور التكميلي ضمن النظام القديم ونظرائهم الذين درسوا في إطار النظام الجديد بعد الإصلاحات، معربا في الوقت عن تأسفه لبطء وتيرة الإنجاز، حيث تم استلام 140 ثانوية من ضمن 500 ثانوية مبرمجة مرجعا سبب هذا التأخر في الإنجاز إلى عدم احترام مؤسسات البناء على المستوى الولائي لمواعيد الإنجاز، وهو ما دفع ”إلى الاستعانة بشركات بناء أجنبية لإتمام إنجاز ما تبقى من هذه الثانويات ”. وكشف بن بوزيد أنه سيتم استغلال الإكماليات المنشأة حديثا كثانويات إلى حين استكمال انجاز الثانويات المبرمجة، لمواجهة هذا الاكتظاظ، إضافة إلى احتمال توسيع قاعات الدراسة على مستوى بعض الثانويات للرفع من القدرة الاستعابية أو تحويل بعض المرافق إلى أقسام للدراسة بشكل مؤقت، مبينا أن هذه الإجراءات بمثابة ”حلول استثنائية” سيتم تجاوزها بعد انجاز كل الثانويات المبرمجة، حيث لن يستقبل القسم الواحد أكثر من عشرين تلميذا. وشكل لقاء الخميس فرصة لمعالجة مختلف الملفات العالقة ومنها تطبيق ما جاء في القانون الخاص والحرص على صرف المخلفات المالية في أقرب وقت، كما طالبت الكناباست بالتوقف عن تقديم الوجبات الباردة على مستوى المطاعم، والحرص على أن تكون جميعها دافئة. وستعاود الوزارة الالتقاء بالشركاء الاجتماعيين هذا الاثنين للنظر في هذه النقاط، وكذا في مشكل الأساتذة الراسبين في مسابقة التوظيف، خاصة وأنه تقرر سابقا أن يلتحق الناجحون بمناصب عملهم في 4 سبتمبر، إلا أن ذلك تأجل بفعل الطعون المقدمة إلى مديريات التربية، والتي لم تنشر جميعها قائمة الناجحين.