عقد البيت الأبيض الأمريكي سلسلة من الاجتماعات السرية بشأن الوضع في شمال مالي سبقت هجمات 11 سبتمبر على السفارة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، إلا أنها تكثفت عقب الهجمات التي ارتبطت بتنظيم القاعدة في دول المغرب العربي، حيث بدأ مسؤولون في النظر في حالات طارئة، بما في ذلك إثارة تساؤل حول ضرورة نشر “طائرات بدون طيار في المنطقة". وتركزت هذه الاجتماعات، حسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر هويتهم نظرا لحساسية الموقف، أن على سبيل مساعدة الجيوش الإقليمية في منطقة شمال إفريقيا على مواجهة تنظيم القاعدة إلى جانب اكتشاف إمكانية إجراء تدخل أمريكي مباشر في حال مواصلة هذه الجماعة الإرهابية هجماتها دون مواجهة، لكن الوضع الراهن لا يسمح لأمريكا بفعل المزيد حيال هذا الأمر، يقول مسؤول أمريكي بارز في مكافحة الإرهاب وشارك في المحادثات، ونتيجة لذلك أضاف بقوله “بدأ مسؤولون في النظر في حالات طارئة، بما في ذلك إثارة تساؤل ننشر أو لا ننشر “طائرات بدون طيار هناك" حسب ما أدلى به للواشنطن بوست. وتمت هذه الجهود الأمريكية بقيادة مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان، إلى جانب كبار المسؤولين من جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية والبنتاغون، هذا في الوقت الذي قام القائد العسكري الأمريكي لإفريقيا بجولة لهذه المنطقة خلال الأسابيع الماضية، وتوقف في موريتانيا والجزائر... وغيرها من الدول التي يمكن أن تصبح جزءا من قوة حفظ السلام في مالي، وخلصت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذه المشاورات تعكس حالة الشعور بالقلق المتصاعد من أن فرع تنظيم القاعدة قد أصبح يشكل خطورة متزايدة منذ نجاحه في السيطرة على مناطق عديدة في دولة مالي وحصوله على أسلحة من ليبيا في فترة بعد الإطاحة بنظام القذافي.