حذر عبد الكريم شلغوم رئيس نادي المخاطر الكبرى السلطات العمومية المسؤولة من خطر وقوع كوارث كبرى إن لم تتداركها بسياسة وطنية تتجاوز سياسة البريكولاج والحلول الترقيعية السطحية، كاشفا عن وجود 360 مدينة واقعة في شمال الجزائر دون أن يحددها و70 بالمائة من المنشآت والمناطق الصناعية مهددة بعدد من الأخطار والكوارث الطبيعية. وطالب الخبير ورئيس نادي المخاطر الكبرى بضرورة إعداد دراسات كبرى ومعمقة في المدن الجزائرية قبل إطلاق المشاريع التنموية لتفادي وقوع الكوارث، مؤكدا أن المشكل في البلد هو التفكير في الكوارث بعد وقوعها وليس قبلها، معتبرا في ذات السياق أن الاقتراحات التي اتخذت من طرف السلطات المعنية هي سطحية. وأضاف شلغوم في تصريح له، أمس، على أمواج الإذاعة الوطنية أن هناك 360 مدينة في الجهة الشمالية تمثل 10 بالمائة من مساحة الجزائر و70 بالمائة من المنشآت الصناعية موجودة في هذه المنطقة وتمثل خطرا كبيرا، كما أكد الخبير عبد الكريم شلغوم على ضرورة تطبيق المخطط الوطني للوقاية لتفادي الحلول الترقيعية عند وقوع الكوارث الطبيعية، مشيرا إلى أن هناك لجنة دائمة تابعة للحكومة مهمتها تسيير الوقاية من الأخطار الكبرى وكذا الكوارث الطبيعية، وأن حدة التأثر بالكوارث تتزايد بوتيرة أسرع من تطور القدرة على مواجهتها، لذا ينبغي مشاركة الجميع لاتخاذ قرار لمواجهتها. وفي هذا الصدد، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، وقد واصلت الأممالمتحدة الاحتفال بهذا اليوم من أجل تعزيز ثقافة الحد من الكوارث الطبيعية على المستوى الدولي بما في ذلك منع الكوارث والتخفيف منها والتصدي لها. وتأتي تأكيدات رئيس نادي المخاطر الكبرى لتأكد تعاظم الكوارث الطبيعية في الجزائر والتي كانت آخرها حرائق الغابات التي أتت خلال هذه الصائفة على الأخضر واليابس وابتلعت مئات الهكتارات من الغابات حتى ذهب الكثير من المختصين في الغابات إلى دق ناقوس الخطر ومطالبة السلطات العمومية بالتدخل السريع قبل انقراض النسيج الغابي في الجزائر، كما أن الفيضانات من بين أخطر الكوارث التي تهدد الجزائر سواء في المنطقة الشمالية أو الجنوبية بفعل الأمطار الطوفانية التي تتهاطل بغزارة كبيرة ما يخلف في الكثير من الأحيان والمرات غرقى بالعشرات وآخرها كانت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت بولاية الطارف إلى جانب خطر الزلازل التي تحدث بفعل وجود الجزائر في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا كثيفا. كما يذكر أن عبد الكريم شلغوم قد حذر السلطات قبل عامين من اليوم من خطر وقوع حرائق كثيفة قد تتسبب في أخطار وخسائر كبيرة، كما حذر من وقوع تسممات بفعل ذات الحرائق، داعيا في ذاك الوقت إلى إبعاد القاطنين في القرى والمداشر القريبة من الغابات، وهو ما حدث فعلا فقد تعرضت أكثر من 14 ولاية شمالية إلى حرائق غابات قضت على كل المحميات الطبيعية سواء في محمية تيكجدة أو الشريعة اللتان تعرضتا لتعرية شبه كاملة. وعدّد شلغوم الأخطار الطبيعية التي تهدد الجزائر، وقال إنها تتلخص في عشرة أخطار يتوجب على السلطات أن تضع مخططا كبيرا لها حتى تتجنب حدوثها.