أجمع المشاركون في الندوة التي احتضنها منتدى “المجاهد” على ضرورة انتهاج سياسة وقائية للتقليل من أضرار الكوارث الطبيعية والأخذ بتجارب الدول الأخرى في هذا المجال، باعتبار أن الجزائر كغيرها من البلدان معرضة لكوارث طبيعية مختلفة، مركّزين على الوقاية من أخطار الزلازل بما أن الجزائر منطقة زلزالية. قال المدير العام لمركز البحوث الجيوفيزيائية، يلس شاوش، إن الجزائر بلد معرض للزلازل خاصة في المنطقة الشمالية التي تشهد حركة زلزالية دورية، حيث تسجل هزة إلى هزتين أرضيتين خفيفتين في اليوم، أي بمعدل 60 إلى70 هزة في الشهر، مما يستوجب إرساء سياسة وقائية. من جهته عبد الكريم شلغوم وهو مختص في علم الزلازل، قال إن الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الأشخاص لا تنحصر في الزلازل فقط، وأضاف أن التنبؤ بحدوث أي منها أمر صعب حتى في الدول المتقدمة، وعليه لابد من التقيد بالوقاية من الأخطار، مشيرا إلى أن حوادث المرور تخلف ضعف ما خلفه زلزال بومرداس سنة 2003. أما محمد بلعزوقي، مدير المركز الوطني للبحث في الزلازل، فأشار إلى أن المركز يسعى دوما لتطوير وتحسين القواعد المقاومة للزلازل منذ سنة 1981 إلى غاية 2003 وأضاف أن مصالحه بصدد إنجاز دليل جديد هذه السنة. أما عبد القادر شرقي رئيس مكتب الكوارث الطبيعية في مديرية الحماية المدنية، فأوضح أن تدخلات رجال الحماية المدنية تشمل عدة كوارث منها الفيضانات وحرائق الغابات، وحوادث المرور وهذا ما استدعى تكوين رجال الحماية المدنية في هذا المجال. وأضاف المتحدث أن عمل رجال الحماية المدنية يشمل جانبين، الأول وقائي عن طريق التحسيس بمخاطر الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، أما الجانب الثاني فيشمل طرق تسيير الكارثة بعد وقوعها، إلا أن الوقاية تبقى أهم شيء، مؤكدا على أنها تستدعي تضافر جهود عدة قطاعات، مشيرا إلى الاتفاقية التي عقدتها مصالح الحماية المدنية مع وزارتي الداخلية ووزارة التعليم من أجل القيام بحملات تحسيسية في الوسط المدرسي.