علمت “الجزائرنيوز" من مصدر أمني على صلة بملف مكافحة الإرهاب، أن أمير كتيبة الفاروق المدعو حداد فوضيل والمكنى “أبو دجانة" قد سلم نفسه في الفاتح من الشهر الجاري، لمصالح أمن ولاية تيزي وزو، وقرر وضع حد لعمله المسلح بعدما قضى قرابة 20 سنة مع الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث التحق بالتنظيم الإرهابي بداية التسعينيات. واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن الأمير أبو دجانة سلم نفسه لمصالح أمن دائرة واضية الواقعة على بعد 35 كلم جنوب غرب تيزي وزو، ليلية الإثنين المنصرمة، وهذا يومين فقط بعد نجاحه من الفرار بمنطقة واضية من مطاردة أمنية نفذتها مصالح الشرطة القضائية، حيث كان صبيحة السبت المنصرم رفقة ذراعه الأيمن وعنصر ينشط في شبكة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية داخل مسكن بمدينة واضية، وتمكنت مصالح الشرطة القضائية من توقيف مرافقيه فيما فر أبو دجانة، قبل أن يقرر تقديم نفسه محمّلا بسلاحه الشخصي من نوع كلاشينكوف. وكشف مصدرنا، أن أبو دجانة ربط اتصالات مع مصالح الأمن منذ حوالي شهرين لتسهيل عميلة تسليم نفسه. وتشير المعلومات التي بحوزتنا إلى أن الأمير أبو دجانة يبلغ من العمر 44 سنة، وينحدر من منطقة دلس بولاية بومرداس، التحق بالعمل المسلح في التسعينيات، في البداية كان ينشط بغابات سيدي علي بوناب قبل أن يتم تحويله إلى ولاية تيزي وزو، ويعتبر من أقدم عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة، وبعد تولي عبد المالك دروكدال إمارة الجماعة السلفية للدعوة والقتال عينه أميرا على كتيبة الفاروق سنة 2008. وحسب المعطيات المتوفرة لدينا، فإن الأمير أبو دجانة، يعتبر رجل الثقة للأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، ويعتبر من العناصر المختصة في جمع الأموال والتخطيط لعمليات الاختطاف بمكان نشاطه على مستوى الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو بكل من بني دوالة، واضية، معاتقة، مشطراس، بوغني، ذراع الميزان، ثيزي غنيف إلى غاية حظيرة جرجرة، وصولا إلى البويرة. ويعرف على أبو دجانة أنه من النواة الصلبة في التنظيم الإرهابي، وأنه أحد أكبر المختصين في التخطيط العسكري والميداني للعمليات الإرهابية بمنطقة القبائل وأنه مختص في صناعة القنابل التقليدية وسلاح “الهبهاب" والقذائف. هذا، وتعتبر عملية وضع الأمير أبو دجانة حدا للعمل المسلح وتسليم نفسه لمصالح الأمن ضربة موجعة يتلقاها تنظيم دروكدال تضاف إلى الضربات التي تلقاها خلال السنتين الأخيرتين، حيث تم تسجيل تسليم العديد من العناصر الإرهابية البارزة لأنفسهم من بينهم أمراء وقياديين لهم وزن ثقيل في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن تمكن الأجهزة الأمنية من القضاء على عناصر معتبرة عبر التراب الوطني وخصوصا بمنطقة بالقبائل. تجدر الإشارة إلى أن الأمير السابق لكتيبة الفاروق المدعو “سرسوب عبد القادر" المكنى “عبد الجبار" والذي ينحدر من قرية جراح ببلدية عمال بولاية بومرداس، هو أيضا سلم نفسه لمصالح أمن ولاية تيزي وزو سنة 2008، وخلفه في منصبه الأمير أبو دجانة الذي تولى إمارة كتيبة الفاروق لمدة 4 سنوات قبل أن يقرر التخلي عن العمل المسلح.