قال الباحث حسن تليلاني، إن الفنان المسرحي قسنطيني رشيد (1887 - 1944)، تجلت تجربته في تركيزه على طبيعة الجمهور الجزائري واستخدامه لغة مسرحية تخاطب العواطف وتتخلص من الإطار البروتوكولي للفن الرابع. إستعمل المسرح الجزائري منذ 1926 الدارجة الجزائرية في أعماله، فشكل ذلك تحولا جذريا منح الخشبة خصائصها المستوحاة من المجتمع الجزائري. كما تحوّل الفاعلون فيه من الدراما الاجتماعية الجادة إلى الكوميديا، والجمع بين التمثيل والموسيقى والغناء، والرقص أحيانا، وهي الميزات التي اجتمعت في شخصية رشيد قسنطيني، حسب مداخلة ثليلاني الذي أضاف: “إن مسرح رشيد قسنطيني يستعير شكل مسرح العلبة، ولكنه متأثرا أيضا بالكوميديا ديللارتي وهي كوميديا شعبية إيطالية تعتمد على الارتجال، وقد اشتهر بها الشاعر والمؤلف المسرحي الإيطالي كارلوجولدوني (1707 - 1793)". قسنطيني راهن، حسب المتحدث ذاته، على تقديم مسرحياته وإمتاع جمهوره، فكانت تصل به درجة التفاعل “مع لحظة الإضحاك فيرتجل مشاهد رائعة". إستعانة رشيد قسنطيني بما يعرف بالمسرح الشعبي وربطه بالكوميديا، يفسر المحاضر، “جعله يتساهل في التقيد بقواعد الشكل المسرحي، إذ الغاية من هذا المسرح أن يقدم عروضا للناس حتى ولو تم ذلك خارج البنايات المسرحية كالقاعات العادية مثلا وحتى الساحات العمومية". بتعبير آخر “لم يكن مسرحا حرفيا يراهن على قداسة الشكل وإتقان صنعته بقدر ما كان مسرحا شعبيا غايته إتقان الموقف الذي يقدمه والموضوع الذي يعرضه والرسالة التي ينشدها". وعن لغة مسرحيات الفكاهي الراحل، قال ثليلاني إنها “تغرف من لسان عموم الجزائريين"، تتميز بالبساطة والعفوية فيأتي الحوار سلسا ومناسبا لطابع الكوميديا.