تحتضن »عاصمة التيطري« المدية ابتداء من ال26 أكتوبر الجاري وإلى غاية الفاتح نوفمبر القادم؛ فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي تحت شعار »رشيد قسنطيني«، أين ستفتتح التظاهرة بمعرض خاص بالقضية الفلسطينية لتقام بعدها وقفة تكريمية على شرف رموز الفكاهة الجزائرية وهم عبد الكريم غريبي وصالح أوقروت وحميد عاشوري وبختة بن ويس وعتيقة طوبال، إلى جانب عرض مسرحية » الحشامين« للمسرح الجهوي لولاية باتنة. تدخل غمار المنافسة الرسمية ثمانية عروض وهي »كريم والمرايا« ل»تعاونية جيل 2000« من تلمسان و»لمغفلون« ل»جمعية الحلقة« لولاية البليدة و»السيد بونتيلا وتابعه ماتي« ل»تعاونية الديك« لولاية بلعباس و»ضيوف السيناتور« ل»جمعية مسرح الشلف« و»الملك هو الملك« ل»التعاونية الثقافية للمسرح« لولاية ميلة و»بارود باشا« ل»تعاونية مسرح سطيف«، فيما تدخل »تعاونية بذور الفن«من بومرداس بعرض »الانقلاب« من جهتها تدخل »جمعية الأفراح« من المدية بعرض »مسمار جحا«. ستتنافس هذه العروض على جوائز أحسن تمثيل نسائي وأحسن تمثيل رجالي وأحسن توظيف موسيقي وأحسن »سينوغرافيا« وأحسن نص مسرحي مع جائزة أحسن إخراج، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم وجائزة »العنقود الذهبي«. تشرف على تقييم العروض المتنافسة لجنة تحكيم تترأسها الفنانة صونيا، وبعضوية كل من الفنان والمخرج المسرحي أحمد بلعالم، وحمزة جاب الله، والناقد المسرحي التونسي عبد الحليم مسعودي رفقة الكاتب المسرحي علي عبدون. من ناحية أخرى، تقدم إلى جانب المسرحيات المتنافسة، عروض موازية في طابع »المونولوغ« من بينها »الحفناوي شو« لسفيان عطية و»شكون قال الساسي مايخدمش« للعمري كعوان و»الستراتاج« لمحمد إسلام عباس و»الرجل الأخير« لبشير عيسى مع »ضايع في بلاد الخير« لأمين موساوي و»البارادوكس« لنبيل عسلي ويوسف تعوينت. يتميز المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي في دورته لهذا العام بتنظيم ورشات تكوينية خاصة بطلبة جامعة المدية، يشرف عليها الدكتور نادر عمران من الأردن، وورشة في التمثيل يؤطرها الفلسطيني كامل باشا، إضافة إلى ندوة تتناول واقع وخصائص المسرح الفلسطيني. كما خصص يوم دراسي حول » الكوميديا في بديات المسرح الجزائري رشيد قسنطيني نموذجا« ًبمشاركة كل من: الدكتورة جازية فرقاني من جامعة وهران، الدكتور حسن تليلالي من جامعة سكيكدة، الدكتورة أنوال تامر من جامعة وهران، الإعلامي الأستاذ بوزيان بن عاشورو الأستاذ حسين نذير . من جهة أخرى خصصت الورشات التكوينية في مجالات الكتابة الدرامية من تأطير الدكتور عبد الكريم برشيد من المغرب، ورشة الإخراج مع الأستاذ نادر عمران من الأردن، ورشة التمثيل من تأطير الأستاذ خالد غريبي من الجزائر بالإضافة إلى ورشة التمثيل التي سيشرف عليها الأستاذ أحمد بلعالم من مستغانم. إختار المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي هذه السنة تكريم الفنان » رشيد قسنطيني «أحد أبرز الوجوه المسرحية، التي عانت لعقود طويلة التهميش والنكران، رغم دوره الجوهري في تطعيم مسار المسرح الجزائري بنخبة من أهم المسرحيات التي تكتسي طابعا نقديا لاذعا للاستعمار الفرنسي وقد توفي وهو في قمة الفقر حيث اضطر جماعة من الفنانين لجمع النقود لإتمام مراسم دفنه. ولد رشيد قسنطيني بمدينة الجزائر، أظهر ميوله للفن منذ صباه، فالتحق بفرقة محي الدين بشطارزي كممثل، ثم بدأ يكتب المسرحيات والأغاني، عالج فيها الآفات الاجتماعية والمظاهر السلبية ونالت أعماله شهرة واسعة، وقد أعطى رشيد القسنطيني للمسرح الجزائري طابعه المتميزعلى مستوى الموضوعات والشخصيات والحوار واللغة. ولعب دورا هاما في نشر الحركة المسرحية بفضل الشهرة التي كان يتمتع بها كممثل هزلي. إذ كانت العروض التي كان يشارك فيها رشيد القسنطيني تحظى بإقبال كبير للجمهور. فكان صاحب موهبة كبيرة وقدرة فائقة في الأداء. وقد ترك رشيد القسنطيني مجموعة من المسرحيات والأغاني الشعبية أهمها: (الأحد الوافي , زواج بوبرما, زغيربان, باباقدور الطامة, لونجا الأندلسية, شد روحك, ثقبة في الأرض, عائشة وبندو) بالإضافة إلى عشرات القصائد تعلق الجمهور بها و برشيد قسنطيني فكان ابرز فناني تلك الفترة إذ عرف بطريقته الساخرة في نقد الأوضاع السائدة حتى قال عنه »كاتب ياسين« »شابلن الجزائر«. اشتهرت الحركة المسرحية لرشيد قسنيطني بين عامي 1934م و1939، وخاصة مع ظهور الأحزاب السياسية التي أعطت للمسرح الطابع السياسوي، حيث زاد نشاط »رشيد القسنطيني«الذي كتب للفرقة الشعبية مسرحيات نقدية ساخرة خلقت نوعا من العلاقة الروحية بين المسرح والجمهور،وكان استعمال اللهجة العامية يخضع لظروف أملاها الواقع السياسي لتلك الفترة إذ كانت السلطات الاستعمارية تحرم استعمال اللغة العربية الفصحى فوجد رجال المسرح اللهجة العامية وسيلة لتحطيم الرقابة على اللغة الفصحى، وللوصول إلى الجمهور الذي كان يعاني من الأمية، أما مضمون المسرحيات فكان يدور أساسا حول ضرورة النضال السياسي وإبراز تاريخ وهوية الشعب الجزائري.