قصفت المدفعية التركية أهدافا داخل الأراضي السورية لليوم الرابع على التوالي، أمس السبت، وذلك عقب سقوط قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية قرب قرية تركية. وردت القوات التركية فور سقوط القذيفة قرب قرية غوفيتشي في إقليم هاتاي، حسبما أوردت وكالة الأناضول التركية للأنباء. يذكر أن المدفعية التركية دأبت على قصف مواقع داخل الحدود السورية منذ الأربعاء الماضي عندما تسبب سقوط قذيفة سورية على بلدة أقشا قلعة بمقتل خمسة أتراك بينهم نسوة وأطفال. وكانت الوكالة التركية قد ذكرت، أمس السبت، أن القذيفة السورية الأخيرة سقطت في الأراضي التركية أثناء قتال عنيف كان يدور بين القوات السورية الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة في محافظة إدلب. كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد حذر، أول أمس الجمعة، من أن بلاده “ليست بعيدة" عن خوض حرب مع سوريا، وذلك بعد وقوع هجمات عبر الحدود بين البلدين خلال الأيام القليلة الماضية، بينما حثت موسكوأنقرة على ضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. ففي خطاب حماسي ألقاه الجمعة أمام حشد جماهيري في اسطنبول، حذر أردوغان سوريا من أنها “سترتكب خطأ فادحا إذا اختارت خوض حرب ضد تركيا". وجاء خطاب أردوغان بعد سقوط قذيفة هاون على بلدة أكاكالي جنوب شرق تركيا، يوم الثلاثاء الماضي، مما تسبب بمقتل خمسة مدنيين. وردت المدفعية التركية بقصف أهداف بلدة تل أبيض الحدودية في محافظة الرقة السورية يومي الأربعاء والخميس، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدة أشخاص. وقد فوَّض البرلمان التركي الخميس حكومة أردوغان بنشر قوات عسكرية خارج البلاد في حال تعرض الأراضي التركية لأي هجمات، وقال أردوغان: “نحن لا نريد حربا، لكننا أيضا لسنا بعيدين عنها". وأضاف “أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم إنهم يرتكبون خطأ قاتلا". وكان مجلس الأمن الدولي قد استهجن الخميس استهداف البلدة التركية المذكورة، ودعا إلى الوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات.من جانبها، عبَّرت سوريا عن مواساتها لأسر الضحايا وللشعب التركي عن الحادث الذي تقول إنها تجري تحقيقا لمعرفة ملابساته ومصدر قذيفة الهاون التي ذكرت وسائل إعلام سورية أنها أُطلقت من منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة. من جهة أخرى، أفادت مصادر لبنانية عن اكتشاف مكالمات هاتفية تؤكد تورط بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بمخطط أعده الوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة، واعتقل بسببه حين عثروا بحوزته منذ شهرين على متفجرات نقلها بسيارته من سوريا، واعترف بأنها للتفجير في مناطق بالشمال اللبناني من ضمن مخطط لإشعال فتيل حرب طائفية تصرف النظر عما يجري في سوريا. المكالمات الهاتفية مسجلة، وجرى ضبطها وتحليلها من المخابرات اللبنانية المعروفة باسم “شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي، وتؤكد أن شعبان، التي تولت في الماضي وزارة المغتربين في سوريا، “كانت على علم" بما يعد له الوزير السابق بالتكاتف مع اللواء علي مملوك، المسؤول الأمني العسكري البارز في النظام السوري، ومعاونه العميد عدنان، المجهول باقي الهوية.