- وضع متوتر على الحدود التركية السورية ودعوات إلى “التهدئة” قالت وكالة أنباء الأناضول التركية، إن الجيش التركي رد أمس، بإطلاق النيران بعد سقوط قذيفة هاون من الجانب السوري في منطقة ريفية جنوبي تركيا. وأوضحت تقارير أن القذيفة سقطت قرب قرية غوفيتشي الواقعة بمنطقة يايلا داغي خلال تبادل محموم لإطلاق النار في محافظة إدلب المجاورة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر، مضيفة أن أحدا لم يصب بأذى جراء سقوط القذيفة السورية. ومن جانبه، وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحذيرا جديدا لسوريا من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، مؤكدا أنه في حال تكرر هذا الأمر فإن دمشق ستدفع “ثمنا باهظا”. كما قال أمام جمع من أنصار حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول “أقولها مجددا لنظام الأسد ولأنصاره.. لا تغامروا باختبار صبر تركيا.. نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضا”. وقوبل القصف السوري باستنكار دولي واسع في حين بادر البرلمان التركي إلى تفويض حكومة أنقرة بالرد على أي هجوم جديد يقع عليها عبر الحدود. وفي نيويورك، أدان مجلس الأمن الدولي بأقوى العبارات أمس الجمعة ما وصفه بالقصف غير المبرر من قبل القوات السورية على بلدة تركية، وطلب وقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وألا تتكرر. وقال جيرت روزنتال سفير غواتيمالا ورئيس مجلس الأمن الدوري إن ما جرى يمثل انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا للأمن والسلم في المنطقة. ومن جهته، نفى مندوب سوريا في الأممالمتحدة بشار الجعفري أن تكون بلاده قد اعتذرت لتركيا عن القصف الذي طال بلدة تركية وأسفر عن مقتل خمسة مدنيين. وقال الجعفري في تصريحات صحفية إن السلطات السورية “تقوم بتحقيق دقيق لمعرفة مصدر إطلاق القذيفة التي سقطت في الجانب التركي وأدت إلى سقوط ضحايا”. وبدوره، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -حسب ما نقله عنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي- عن انزعاجه من التوتر بين أنقرةودمشق، وحذر من أن تتورط المنطقة كلها في الصراع الدائر بسوريا. وفي سياق الردود أيضا، أدان الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة سقوط قذائف سورية في الأراضي التركية. وأدانت الدول الأعضاء بالناتو القصف السوري للأراضي التركية، واعتبرته انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وتهديدا لأمن إحدى الدول الأعضاء، مشددة على دعمها التام لأنقرة. من ناحية أخرى، قالت قناة “العربية” عبر موقعها الالكتروني أمس، إنه تم اكتشاف مكالمات هاتفية تؤكد تورط بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بمخطط أعده الوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة، واعتقل بسببه حين عثروا بحوزته منذ شهرين على متفجرات نقلها بسيارته من سوريا، واعترف بأنها للتفجير في مناطق بالشمال اللبناني من ضمن مخطط لإشعال فتيل حرب طائفية تصرف النظر عما يجري في سوريا. والمكالمات الهاتفية مسجلة، وجرى ضبطها وتحليلها من المخابرات اللبنانية المعروفة باسم “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي، وتؤكد أن شعبان، التي تولت في الماضي وزارة المغتربين في سوريا، “كانت على علم” بما يعد له الوزير السابق بالتكاتف مع اللواء علي مملوك، المسؤول الأمني العسكري البارز في النظام السوري، ومعاونه العميد عدنان، المجهول باقي الهوية. وما تم كشفه قد يؤدي إلى مطالبة لبنان بإصدار مذكرة اعتقال في حق شعبان والمملوك، لكن برغم أنها قضية حساسة، إلا أن صحيفة “النهار” اللبنانية لم تتطرق إليها حين أتت على ذكر المكالمات الهاتفية في عددها الصادر أمس الجمعة، قائلة إن “شعبة المعلومات” سلمت إلى النيابة العامة العسكرية ملفا إضافيا بقضية سماحة “يتضمن محضرا حرفيا مفرغا لمكالمات هاتفية أجراها سماحة مع شعبان وتثبت أن المستشارة متورطة بمخطط التفجير من خلال علمها به”، وفق تعبيرها.