لم يكن الأمر يعدو أن يكون مجرد مغامرة، تحوّلت إلى أكبر سيرك في العالم “سيرك دوسولاي"، المهرج Guy Laliberté لم ينجح فقط في إحداث ثورة في دنيا السيرك، وإنما في خلق امبراطورية أعمال عالمية المستوى. ولد لاليبرتي يوم 2 سبتمبر من عام 1959 في مدينة كيبيكبكندا، وكان والده يعمل في وظيفة بالعلاقات العامة لدى شركة “انكان" للألمونيوم، في حين عملت والدته كممرضة. وكان لاليبرتي مولعا منذ طفولته بتقديم عروض فنية والمشاركة في الحفلات الموسيقية في الثانوية. وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره قرر السفر إلى أوروبا لكونه موسيقي متنقل وتعلم في الشوارع منهم كيف ينفخ النار من فمه ويلعب بالكرات والعديد من الحيل السحرية، وتعلم أيضا كيف يمشي على الحبال، بالإضافة إلى ولعه بفنون الشارع. عندما بلغ سن 25 راوضته فكرة تأسيس سيرك دوسولاي، لكنه لا يتوافر على الإمكانيات السامحة بذلك، حاول إقناع وزير الثقافة بمشروعه لكن الرد كان سلبيا. لم يفقد Guy Laliberté الأمل حتى قام بملاقاة الوزير الأول René Levesque شخصيا، وقد أعجب هدا الأخير بمقترحات الشاب الطموح، ومنه حصل على ما يقدر بمليون ونصف المليون دولار تمويلا لمشروعه “سيرك دو سولاي" أي سيرك الشمس. وفي غضون الأعوام الثلاثة اللاحقة حققت الشركة نجاحا واسع النطاق، وبحلول عام 1990 نقل السيرك جولاته إلى أوروبا، وآسيا وفي عام 1993 وقع لاليبرتي عقدا لمدة 10 سنوات مع فندق لاس فيغاس لعرض ألعاب السيرك. ومنذ ذلك الوقت أطلق السيرك 20 عرضا جديدا، وحضر عروض السيرك حول العالم أكثر من 50 مليون متفرج إلى اليوم، على الرغم من ارتفاع سعر التذكرة الذي يصل إلى 100 دولار. وفي سنة 2009 دفع مؤسس سيرك الشمس “لاليبرتي" أكثر من 35 مليون دولار أمريكي مقابل رحلة للفضاء دامت 12 يوما، وارتدى انف مهرج حمراء عندما استقل سفينة الفضاء الروسية من أجل لفت الانتباه لأهمية وجود مصدر للمياه النظيفة على الأرض. حصل لاليبرتي على وسام “أوردر أوف كندا"، بعد أن كوّن ثروة ضخمة تقدر ب 2.7 مليار دولار جعلته أحد أغنى الرجال في كندا، اليوم سيرك دو سولاي يتكون من 4000 عامل ضمنهم 1000 فنان وويقوم بتمويل عدة جمعيات تسمح لأطفال الأحياء الشعبية والفقيرة بتعلم فنون السيرك.