أكد المختص في سيميولوجيا الصورة عبد الرحمان عمار أن الحملات التحسيسية لا ولن تجدي نفعا في الجزائر، بسبب عدم اخضاع هذه الحملات للتقنيين وأولي الاختصاص، حيث أصبح يقوم بها أشخاص غير مؤهلين هدفهم الوحيد الربح، إضافة إلى أن معظم الحملات التحسيسية تعتمد على أسلوب الترهيب الذي لن ينفع مع المواطن الجزائري، مشيرا إلى أن هذا هو الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه السلطات العمومية. صرحت مؤخرا مصالح الدرك الوطني أن الحملات التحسيسية الخاصة بأمن الطرقات لم تجدِ نفعا في التقليل من حوادث المرور، ما رأيكم في ذلك، وهل حقا أصبحت غير مجدية؟ الحملات التحسيسية في الجزائر لا ولن تجدي نفعا أبدا، لسبب بسيط جدا، وهو عدم اخضاع هذه الحملات التحسيسية للتقنيين وأولي الاختصاص، إضافة إلى أن معظمها تعتمد على أسلوب الترهيب الذي لن ينفع مع المواطن الجزائري. هل تعني أن محتوى الحملات التحسيسية يجعل المواطن لا يقتنع بها، ولن تؤثر في سلوكه؟ هذا مؤكد، إن محتوى الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات المعنية لن يؤثر في سلوك المواطنين طالما أنها لا تعتمد على مختصين في مجالات عدة نفسية واجتماعية وسيميولوجية، من أجل تصميم حملة تحسيسية بهدف تغيير سلوك معين، وعلى سبيل المثال حملة تحسيسية حول حوادث المرور تبث في التليفزيون تعتمد على مشاهد فيها دماء، حيث اعتمد مصمموها على أسلوب الترهيب الذي لن يجدي نفعا مع المواطن الجزائري، خاصة وأن الدم أصبح لا يعني شيئا للمواطن، ولهذا فأسلوب الترهيب لن ينفع في الحملات التحسيسية، إضافة إلى ذلك تعتمد السلطات العمومية على وكالات اتصال لتصميم حملات تحسيسية تفتقر إلى مختصين في مجال تصميم الحملات، خاصة وأن أغلب الوكالات تعتمد على مختصين في بناء الصورة فقط، وليسوا مختصين في الجانب الأكاديمي، وهو ما أدى إلى الاهتمام فقط بالناحية المرئية على حساب التأثير النفسي للحملة على المواطنين، حيث أنه خلال عرض الحملة التحسيسية يسقط بعدين من الصورة لدى المشاهد وهما بعدان على مستوى اللاشعور والتركيز، ويهتم فقط بالبعد الجمالي للصورة، التي لا تؤثر في سلوك المواطنين، وبالتالي الهدف الأساسي من الحملة التحسيسية يسقط. حسب رأيك ما هي الحلول التي يجب على السلطات المعنية اتخاذها، من أجل تصميم حملات تحسيسية إيجابية؟ أولا يجب إخضاع الحملة التحسيسية إلى المحك الأكاديمي، الذي هو الركيزة الأساسية لتصميم حملة تحسيسية، حيث يجب الاستعانة بأخصائيين في تصميم تلك الحملات، وأخصائيين نفسانيين واجتماعيين لدراسة المجتمع أو العينة التي ستوجه لها الحملة التحسيسية، حتى وإن تم الاعتماد على وكالة اتصال لإنجاز حملة لا يمنع أن تكون بإشراف أكاديمي، أما الأمر الثاني الذي يجب أن تعتمده الوصاية هو عدم تصميم حملات مناسباتية فقط، فهذا الأمر أيضا يؤدي إلى فشل تلك الحملة، ثالثا يجب الاهتمام بالصورة وكيفية التعامل معها، وكيف يجب تسويقها في شكل يتلاءم وموضوع الحملة، حيث يجب على المختصين أن يعتمدوا على الصورة التفاؤلية التي تعتمد أسلوب الترغيب وليس الترهيب الذي ينفر منه المواطن، حيث أن اعتماد الصورة التفاؤلية سواء في الحملات التحسيسية في التلفزيون أو في اللوحات الإشهارية يؤثر في سلوك المواطن بدرجة كبيرة، وهذا ما ثبت في كثير من الحملات التحسيسية.