أعلن الموفد الدولي لخضر الإبراهيمي، أمس الأربعاء، أن النظام السوري وافق على هدنة خلال عيد الأضحى، إلا أن دمشق ردت، على لسان خارجيتها، مؤكدة أن القرار النهائي في هذا الشأن سيتخذ الخميس. وقال الإبراهيمي للصحافيين بعد لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، إنه اتصل بمسؤولين عن المعارضة وقبلوا أيضا دعوته إلى الهدنة. وأضاف إنه من المرتقب أن تعلن السلطات السورية موافقتها على الهدنة بشكل رسمي في بيان يصدر، اليوم الخميس، على أبعد تقدير. واعتبر الإبراهيمي أنه “إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار، نأمل أن نتمكن من البناء عليها من أجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول، ويكون هذا جزء من عملية سياسية متكاملة". من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان لها، أن القرار النهائي بخصوص إعلان الهدنة سيصدر اليوم الخميس. وجاء في البيان: “ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، مضيفا: “سيصدر الموقف النهائي يوم غد (أي اليوم الخميس) بخصوص هذا الموضوع". وفي سياق آخر، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الإبراهيمي سيعرض، اليوم الخميس، على مجلس الأمن نتائج جهود قام بها بالآونة الأخيرة لتحقيق وقف النار بين أطراف النزاع في سوريا. وأشار مارتين نسيركي إلى أن الإبراهيمي سيعرض الإفادة من خلال شبكة فيديو من القاهرة، مضيفا إن “المبعوث المشترك يدفع بقوة وكذلك الأمين العام لأن اللحظة شديدة الأهمية". وتابع المتحدث الأممي أن الإبراهيمي يرغب بتطبيق وقف لإطلاق النار “خلال مدة تتيح التوصل لعملية سياسية". وكان نسيركي قال بوقت سابق إن الإبراهيمي أجرى محادثات “صريحة ومهمة" مع الأسد الذي كانت لديه “ردة فعل إيجابية" على اقتراح وقف النار خلال العيد. من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، أول أمس الثلاثاء، أنه لا توجد نية لاجتثاث حزب البعث الحاكم على غرار ما حصل بالعراق، وفق تعبيره. وقال بمؤتمر صحفي نظمته جمعية سويدية، إن الذين سيحالون إلى القضاء هم المقربون من الأسد وليس أعضاء ومناصري حزب البعث باستثناء “الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري". وأضاف “أعتقد أنه بإمكاننا استخلاص العبر من الأخطاء التي ارتكبت في العراق، فنحن لا نقول بأن هذا الحزب يجب أن يزال". يُشار إلى أن السلطات العراقية التي جاءت بعد سقوط نظام الراحل صدام حسين، شكلت هيئة لاجتثاث البعث، مما أدى إلى توتر الوضع بين مكونات العراقيين وتزايد حدة العنف في البلاد. ولفت سيدا النظر لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المجلس الوطني يعتزم عقد اجتماع موسع -بين الرابع والسابع من الشهر المقبل- مع مجموعات المعارضة الأخرى التي لم تنضوي تحت راية المجلس.