وافقت دمشق على مبادرة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا لإرساء هدنة وقف إ طلاق النار خلال أيام عيد الأضحى في وقت تعالت فيه أمال في أن يشكل ذلك أساسا لوقف اطلاق نار أطول يفتح الأفاق لبدء العملية الأساسية لحل الأزمة. واعلن الابراهيمي يوم الاربعاء من القاهرة التي يزورها منذ أمس ان الحكومة السورية وافقت على هدنة إطلاق النار خلال عيد الأضحى مشيرا إلى أنه سيصدر بيانا بهذا الشأن اليوم أو غدا الخميس. وتابع في المؤتمر الصحفي المشترك في اعقاب الاجتماع الثلاثي الذي ضم كلا من نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية وجيمي كارتر رئيس وفد الحكماء الدولية وأعضاء الوفد أنه "اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة لتحقيق النار نأمل أن نتمكن من البناء عليها وتحقيق وقف إطلاق نار أمتن وأوسع نطاقا في إطار عملية سياسية كاملة". واشار الى الحكومة السورية ستصدر بيانا بهذا الصدد في غضون ال 24 ساعة المقبلة . وفي اشارة الى المعارضة قال المبعوث الدولي انه تم الاتصال بعدد من زعماء المجموعات المقاتلة والاطراف الاخري داخل سوريا ومعظمهم قبل بوقف اطلاق النار خلال أيام عيد الاضحى . ومن المقرر ان يقدم المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا اليوم احاطة بشأن الوضع في سوريا الى مجلس الأمن الدولي. واعرب مارتن نسيركي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن "أمله أن يقدم الأخضر الإبراهمي في احاطته الى مجلس الأمن الدولي مزيدا من التفاصيل بشأن مقترحاته الخاصة بالتوصل الى وقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا خلال أيام عيد الأضحى ". و قال "تظل الصورة الأكبر ماثلة أمامنا وهي التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار بما يتيح لعملية سياسية أن تتحرك للأمام في سوريا". وكان الإبراهيمي زار سوريا يوم الجمعة والسبت الماضيين في ثان زيارة له منذ تعيينه موفدا خاصا الى سوريا دعا خلالها بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق جميع الأطراف إلى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الأضحى الذي يبدأ بعد غد الجمعة موضحا أنه سيعود إلى دمشق بعد العيد. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصف امس زيارة الإبراهيمي ب "الناجحة جدا" واكد على ضرورة التوصل سريعا إلى حل لموضوع وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى المبارك. وقال عقب اجتماعه مع الإبراهيمي "كلانا يسعى إلى تحقيق الهدوء والأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة والعالم لذلك يبذل السيد الإبراهيمي هذا الجهد بالتعاون مع الأطراف المعنية لوقف العنف والإرهاب, ونحن دائما متفائلون". وعلى الصعيد الامني بالمحافظات السورية أفادت الهيئة العامة للثورة السوري بارتفاع عدد القتلى اليوم الاربعاء برصاص قوات الجيش السوري إلى 40 شخصا معظمهم فى دمشق وريفها وإدلب. وكان 40 شخصا اخرون قتلوا برصاص قوات الجيش بريف دمشق امس الثلاثاء. وتشهد سوريا منذ 15 مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام تحولت الى مواجهات بين قوى مسلحة وأجهزة الأمن الحكومية أدت الى مقتل الآلاف من الطرفين. وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم ب"المتظاهرين السلميين" تقول السلطات السورية إنها تخوض حربا مع من تصفهم ب"المجموعات الإرهابية المسلحة" التي تقول إنها مدعومة من الخارج وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.