توقفت عربات الترامواي بالعاصمة عن إتمام مسارها الكامل وتقديم الخدمات للمرة الثانية في ظرف أقل من شهر، بسبب قطرات الأمطار التي تساقطت البارحة، ليتأكد أن الترامواي صُمّم بشكل لم يكن موجها لفك الخناق عن العاصمة ولا إلى عصرنة قطاع النقل بالجزائر، كونه يتوقف بمجرد سقوط المطر. تفاجأ مرتادو الترامواي، أمس، بتوقفه العديد من المرات في كل من الديار الخمسة ولاغلاسيار، دون سابق إنذار، مفوتا على الآلاف من المسافرين الذين لجأوا إليه هربا من زحمة السير على الطرقات، أن يلتحقوا بمناصبهم وقضاء حاجياتهم. وعبّر مراقبون يعملون في محطات الترامواي، عن استيائهم العميق من الوضعية التي أصبحت تعرفها وسيلة النقل هذه، “والتي تعد في دول أخرى من بين أهم مظاهر التطور والرقي التي تساهم في تنظيم النقل وفك الخناق عن الطرقات، إلا أنه في بلادنا أصبح مظهرا للتخلف" يقول مراقب من المراقبين في تصريح ل “الجزائر نيوز"، مؤكدا أن المياه الراكدة التي خلفتها الكميات المتساقطة حالت دون أن يتم الترامواي مساره من انطلاقه ببرج الكيفان إلى آخر محطة له بشارع المعدومين بالرويسو. وكانت “الجزائر نيوز" قبل قرابة شهر، قد وقفت على وضع مماثل بعد أن جرفت سيول الأمطار أتربة وقمامات على السكة الحديدية التي يسير عليها الترامواي، فتوقفت خدمته بشكل تام، وهي الوضعية التي تنازع بسببها مسؤولون في السلطات المحلية وإدارة الترامواي المسؤولية، إذ تعتبر الشركة أن تنقية محيط الترامواي وإيجاد الحلول لكي لا تتراكم المياه والقمامات على طريقه، من مهام الجماعات المحلية، بينما لا تكترث الجماعات المحلية لذلك مطلقا، بدليل تكرر المسألة، بينما يرى آخرون أمرا مغايرا يتمثل في أن تصميم السكك الحديدية للترامواي جاء بشكل لا يراعي حدوث مثل هذه العراقيل، ليبقى المواطن كالعادة صاحب الفاتورة، كون كثير ممن التحقوا بالترامواي جراء ما لحق من أضرار بالطرقات وجدوا أنفسهم محاصرين بين ناقلين يرفضون الدخول إلى العاصمة لما تناهى إلى السائقين في ضواحيها وحتى ولايات مجاورة من أخبار عن الزحمة التي خلقتها المياه الراكدة، وبين ترامواي معطل لوجود مساره مغمورا بالمياه هو الآخر، وحركة سير على الطرقات لا تُحتمل.