لم يستغرب الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي ما صدر، نهاية الأسبوع الفارط، من وزير الدفاع السابق في عهد ساركوزي، وقال إن هذا السلوك المشين غير جديد على المسؤولين الفرنسيين، مؤكدا أن المشكل الحقيقي يكمن عندنا بعدما استغنينا عن الحزم الذي كان يتمتع به أسلافنا في الدفاع عن الشرف والكرامة. ووجه ربيعي انتقادات لاذعة لأولئك الذين وقفوا وراء تجميد قانون تجريم الاستعمار في إشارة واضحة لجبهة التحرير الوطني على مستوى البرلمان السابق، وتساءل ربيعي بالقول “لماذا فعلتم ذلك واليوم تتباكون"، وتحدى الأمين العام لحركة النهضة هؤلاء المسؤولين الذين يتباكون اليوم وقال بصريح العبارة “لو كنتم جادين في نقدكم لفرنسا ولتصريحات قادتها ومسؤوليها فلا تقفوا في وجه المبادرات المقبلة". وأكد ربيعي خلال كلمة ألقاها، أمس، بمناسبة افتتاح أشغال لقاء اللجنة الولائية لتحضير الانتخابات المحلية للعاصمة، أن حزبه سيعيد طرح مشروع تجريم الاستعمار في الأيام المقبلة كتحدي لمعرفة صدق بكاء هؤلاء المسؤولين على الأطلال، وتحسر لرد فعل الدولة الجزائرية التي قال إنها لم تعبر عن تطلعات الشعب الجزائري، عندما لم تطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها بشكل رسمي. وجزم فاتح ربيعي على أن عدو الأمس لا يقدرنا إلا إذا قدرنا أنفسنا، ولا يحترمنا إلا إذا وفرنا أجواء الاحترام ولا يعتذر لنا إلا إذا أرغمناه على ذلك، وطريق ذلك تكثيف الجهد الصادق لبناء الوطن وجعله في الريادة إقليميا وعالميا، وقال ربيعي إن هذا البناء وأدواته يتحقق من خلال مؤسسات قوية يشارك الشعب في تشييدها عن طريق انتخابات نظيفة وذات مصداقية، وحسبه - ما دامت هذه الانتخابات يُغيب عنها الشعب، وتتعرض باستمرار للتشويه والتحريف والتزوير- فلا نستطيع بناء مؤسسات تحظى بالاحترام، وعندئذ ستظل إهانات المستعمرين وأقدامهم السوداء تلاحقنا.