مزمار من مزامير آل داود، يصل صوته إلى قلب مستمعيه فيدخلهم في حالة من الخشوع تصل بهم إلى قمة التدبر في آيات القرآن الكريم من خلال تلاوة الحدر الشهيرة التي علا بها صوته منذ 21 سنة في إمامة المسجد الحرام، الشيخ الدكتور سعود الشريم واحد من أبرز أئمة المسجد الحرام في العقدين الماضيين. يعتبر الشيخ سعود من القراء المتقنين للقرآن الكريم ويلحظ هذا كل من صلى خلفه، وهو يقرأ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم. ويروي عن نفسه أنه كان يستغل وقته في مرحلة شبابه في حفظ القرآن الكريم حتى أنه حفظ سورة النساء عند إشارات السيارات في فترة الانتظار! ولد الشيخ الشريم في مدينة الرياض، ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة عرين ثم المتوسطة في المدرسة النموذجية ثم الثانوية في اليرموك الشاملة، وكفقيه وعالم فقد فتحت له أبواب العلم، وأظهر نبوغا وتفوقا فالتحق بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء ونال درجة الماجستير فيها سنة 1992. في عام 1995 تفرغ لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى، وقد نالها بتقدير امتياز وكانت بعنوان “المسالك في المناسك"، وقد تميز الشيخ في نهل العلم من بحور شتى فقد تلقى العلم مشافهة عن عدد من المشايخ، وذلك ما قدمه وجعله مؤثرا في قراءته في جميع أنحاء العالم ويلحظ ذلك من خلال زياراته إلى دول العالم، وما يواكب ذلك من محاضرات وتكاثف الجموع والتحلق حوله في الحرم المكي وخارجه للسلام عليه، حيث إنه من الأصوات المميزة في العالم كله فعندما تسمع له قراءات معينة يجعل قلبك ينتفض من الخوف تدبرا لآيات القرآن الكريم. تفرغ الشيخ آل شريم للدعوة وسخر حياته للدرس والعلم، وتنقل في غير موقع يخدم به الدين، وأبرز ذلك حينما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين في العام 1991 بتعيينه إماما وخطيبا بالمسجد الحرام، وكان قبل ذلك إماما مشهورا بمدينة الرياض، وفي العام التالي تم تعيينه بأمر ملكي ليكون قاضيا بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة ثم أعفي من القضاء بناء على طلباته المتكررة بعد وقت قصير من تعيينه. وعاد للتدريس في العام 1993 عندما صدرت الموافقة السامية بتكليفه بالتدريس في المسجد الحرام، ثم انتقل للعمل أستاذا بقسم القضاء في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، وقد حصل أخيرا على درجة الأستاذية في الفقه وأصوله، ويعمل حاليا عميدا لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وفي عام 2011 صدر قرار بتكليفه عميدا لكلية الدراسات القضائية والأنظمة “المستحدثة في جامعة أم القرى" إضافة إلى عمله عميدا لكلية الشريعة. للشيخ كثير من المؤلفات التي تجمع فكره وآراءه وأغلبها لا تزال مخطوطات منها “كيفية ثبوت النسب"، “كرامات الأنبياء"، “المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة" إلى جانب دروسه في الحرم والتي ينهل منها الآلاف من علمه المتدفق. الشيخ سعود الشريم، متزوج له من الأبناء سبعة، الإناث 6 والذكور 1 إبراهيم.