عثر، أمس، على جثة عون أمن بجامعة الجزائر 2 ببوزريعة داخل البناية “ب" بقسم اللغات الأجنبية بهذه الجامعة، الوضع الذي أثار فتيل الاحتجاج بها في ظل غياب الأمن الذي يشكل المطلب الرئيسي للأسرة الجامعية. وقد تم اكتشاف جثة عون الأمن بعد أن تعذر على عاملات النظافة الدخول إلى هذا المبنى في حدود الساعة السادسة صباحا للقيام بمهامهن، الأمر الذي دفعهن إلى الاستعانة بعامل آخر يملك نسخا من مفاتيح الباب الرئيسي لهذا المبنى، ليجد نفسه أمام جثة هامدة، الأمر الذي استدعى تدخل أعوان الأمن والحماية المدنية والشرطة العلمية التي قامت بمعاينة المكان وباشرت إجراءات التحقيق في هذه الوفاة حسب رواية عمال الجامعة الذين أكدوا أن زميلهم المتوفى المدعو (سمير محمودي) الذي لا يتعدى سنه 30 سنة، يعمل في الدوام الليلي منذ قرابة 16 سنة، لم يكن يعاني من أي مرض بل بالعكس من ذلك كان يتمتع بصحة جيدة ما يجعل الغموض يكتنف أسباب وفاة هذا العامل المكلف بتأمين المبنى لوحده دون تزويده بوسائل أخرى تساعده على أداء مهامه أو دعمه بعناصر أمن إضافية وفقا لما يسمح بتوفير تغطية أمنية شاملة لهذه البناية نظرا للعجز المسجل في الجهاز الأمني بهذه الجامعة. هذه الحادثة أحدثت حالة من الفوضى والهلع في صفوف طلبة هذه الجامعة الذين طالبوا بأخذ مطلبهم المتعلق بتوفير الأمن بالجامعة على محمل الجد، إلى جانب إعادة النظر في طريقة التسيير المعتمدة، بحيث يضاف مشكل غياب الأمن الذي يجعلهم عرضة لمختلف أشكال الاعتداءات إلى المشاكل البيداغوجية المطروحة على مستوى الجامعة خاصة على مستوى قسم اللغات الأجنبية الذي ألغيت فيه الدراسة إلى جانب امتحانات الدورة الشمولية الخاصة بالسداسي الثاني للسنة الجامعية الماضية بالنسبة لقسم اللغة الإنجليزية بعد أن تم غلق هذه البناية التي توفي فيها عون الأمن. حراوبية مطالب بالتدخل والعمال يحمّلون رئيس الجامعة المسؤولية وحمّل عمال جامعة بوزريعة مسؤولية تدني الوضع بها الذي وصف ب “الكارثي" لرئيس الجامعة الذي لم يهتم منذ توليه مهام تسييرها بشؤون هذه الفئة التي تطالب وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل لإنصافها، خاصة أنها عرضة للخطر في ظل انعدام الوسائل والامكانيات إلى جانب قلة العدد الذي يؤثر سلبا على نوعية الخدمات المقدمة. وفي هذا الصدد، تؤكد ممثلة الفرع النقابي بقسم علم الاجتماع نكاع حميدة أن رئيس الجامعة رفض مضاعفة عدد أعوان الأمن الذي تقدمت به النقابة، واكتفى بشكل حراسة خاصة فشلت في أداء مهامها نظرا لتسجيل حالات السرقة والاعتداءات، ضف إلى ذلك أن ظروف عملهم متدنية، وفي انتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيق التي باشرتها الجهات الأمنية المختصة، يبقى مطلب توفير الأمن مطلبا رئيسيا للأسرة الجامعية. عمال وأساتذة الجامعة في وقفة احتجاجية غدا وإثر هذه الحادثة، قرر عمال وأساتذة جامعة بوزريعة تنظيم وقفة احتجاجية، غدا، للمطالبة بتحسين ظروف عملهم المزرية وإعادة الأمن والاستقرار بها، ويأتي مطلب العمال والأساتذة على هذا النحو في ظل الاعتداءات التي سجلت بهذه الجامعة ذات الصلة بالسرقات والاعتداءات الجسدية واللفظية التي يتعرض لها هؤلاء من قبل غرباء عن الجامعة.