أصيبت، أمس، طالبة بجامعة ''الجزائر 2''، ببوزريعة بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس والوجه واليدين، إثر تعرّضها لإعتداء بالسلاح الأبيض بالقرب من مدرج ''بن سالم'' المحاذي لمكتبة الجامعة من طرف شخص غريب عن الجامعة، ما دفع الطلبة إلى الاحتجاج أمام المدخل الرئيسي للجامعة ومقاطعة الامتحانات للمطالبة بوضع حد للاعتداءات وتوفير الأمن بالجامعة· حسب رواية أحد زميلات الطالبة ل ''الجزائر نيوز''، فإن الاعتداء عليها وقع في حدود الساعة السابعة وعشرين دقيقة تحديدا بالقرب من مدرج بن سالم الذي التحقن به رفقة إثنين من زميلاتهن لإجراء امتحان اللغة الفرنسية المقرر على الساعة الثامنة والنصف من نهار أمس، وبمجرد اقترابهن من المدرج تهجم عليهن شخص غريب يحمل بيديه سكينا، وعند فرارهن لحق المعتدي بالطالبة لحسن صبرينة التي تلقت طعنات بالسكين على مستوى الرأس والوجه واليدين عندما حاولت الدفاع عن نفسها بعد سقوطها أرضا، الأمر الذي استدعى نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى بني مسوس لتلقي الإسعافات الأولية، بينما لاذ المعتدي على الطالبة بالفرار باتجاه الغابة التي لا تبعد كثيرا عن المخرج السفلي للجامعة· وأشعلت حادثة الاعتداء على الطالبة فتيل الاحتجاج بجامعة ''الجزائر ''2، حيث قام الطلبة بمقاطعة الامتحانات وغلق الأقسام لمطالبة رئيس الجامعة باتخاذ إجراءات من شأنها وضع حد للتجاوزات التي يعد الطالب الضحية الأول لها، خاصة وأن مثل هذه الاعتداءات تسجل بصفة متكررة دون أن تتخذ رئاسة الجامعة حلولا جذرية للحد من الاعتداءات التي تطالهم· وردد الطلبة المحتجون شعارات للمطالبة بضمان تمدرسهم في ظروف آمنة عن طريق توفير الأمن بالجامعة باعتبار أن هذا المشكل مطروح بها منذ سنوات، ووضع حد للاعتداءات، على غرار ''بركات بركات من حفرة الطالبات'' و''إدارة حفارة'' و''يا العميد يا العميد صلح ولا طير''· وهدد هؤلاء بالدخول في إضراب مفتوح إلى غاية الاستجابة لمطلبهم بعد أن أصبحت الجامعة -على حد قولهم- وكرا للمجرمين وللأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، باعتبار أن عدد الغرباء الوافدين إليها يفوق عدد الطلبة الذين يزاولون دراستهم بها نتيجة غياب إجراءات مكنت هؤلاء من انتهاك حرمة الحرم الجامعي، وفرض ما وصفوه ب ''حظر التجوال'' بحكم أن هناك أوقاتا تزداد فيها حالات الاعتداء على الطلبة· وجاء رد فعل الأساتذة على حادثة الاعتداء التي تعرضت لها الطالبة، لحسن صبرينة، التي التحقت بالجامعة لإجراء الامتحان لتجد نفسها بين يدي المعتدي، مساندين مطلب الطلبة المحتجين المتمثل في توفير الأمن داخل الجامعة وفقا لما يسمح لهم بمزاولة نشاطهم البيداغوجي في ظروف جيدة، يأتي موقف هؤلاء بعد أن طالبوا عدة مرات بإعداد مخطط أمني شامل· مسؤول الأمن بجامعة الجزائر 2 ل ''الجزائر نيوز'': من الصعب توفير تغطية أمنية شاملة ب 22 عون أمن ل 36 هكتارا برر، أمس، مسؤول الأمن ناصر حمو بجامعة الجزائر 2 ببوزريعة، في تصريحه ل ''الجزائر نيوز'' عجز الجهاز الأمني بالجامعة عن توفير التغطية الأمنية الشاملة، بغياب جدار عازل يفصل الجامعة عن بقية الأحياء والغابة المحاذية للجامعة، نافيا بذلك أن يتحمّل هذا الجهاز مسؤولية ما يقع من اعتداءات بالجامعة· قال مسؤول الأمن إنه كان يفترض بالطالبة المعتدى عليها أن تلتزم بالقانون الداخلي الذي يقضي بأن يلتحق الطالب على الساعة الثامنة إلا ربع، لأن المدرجات لا تفتح أبوابها إلا في حدود الساعة الثامنة صباحا، هذا ما يعني أن المسؤولية مشتركة بين الجميع وأن المسؤولية لا تقع على عاتق أعوان الأمن الذين يؤدون مهامهم بالرغم من ظروف العمل الصعبة التي يعاني منها هؤلاء سواء ما تعلق منها بالوسائل التي تمكنهم من أداء عملهم أو الدفاع عن أنفسهم في حال التعرض للاعتداء من قبل غرباء، علاوة على العجز المسجل في الموارد البشرية الذي يحول دون توفير تغطية أمنية تضمن سلامة الطلبة والأساتذة، بحيث لا يتعدى العدد الإجمالي لأعوان الأمن 45 عون أمن موزعين على فرقتين، إحداهما تزاول العمل صباحا وأخرى في الفترة المسائية مطالبين بتأمين منطقة تقدر مساحتها ب 36 هكتارا، يضاف إلى ذلك غياب عازل أو جدار فاصل يسمح بالتحكم في التغطية الأمنية وعدم رسكلة أعوان الأمن الموظفين حاليا بالجامعة لأداء المهام الموكلة لهم، حيث يعد بعضهم -حسبه- من المتسببين أحيانا في إدخال غرباء إلى الجامعة. أما فيما يتعلق بالإجراءات المتخذة من قبلهم، فقد أوضح المتحدث أنه تم رفع تقرير لرئيس الجامعة وتقديم المعطيات اللازمة للشرطة القضائية التي تتولى البحث عن المعتدي على الطالبة الذي لاذ بالفرار دون أن يتمكن عون الأمن الذي تدخل لإنقاذ الطالبة التي كادت أن تلقى حتفها على يدية من إلقاء القبض عليه· المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني يؤكد ل ''الجزائر نيوز'': اتخذنا كل الإجراءات لتوقيف المعتدي على الطالبة أكد، أمس، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، سليمان بودالية، ل ''الجزائر نيوز'' أن مصالح الأمن باشرت عملية البحث عن الشخص المعتدي على الطالبة لحسن صبرينة، حيث تم تقديم مواصفات هذا الشخص على مستوى وحدات الأمن للتمكن من توقيفه· وقال المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الأمن أن مصالح الأمن اتخذت كل الإجراءات التي من شأنها أن تسمح بتوقيف الشخص الذي اعتدى على الطالبة· يأتي هذا بعد تلقيها بلاغ بتعرض طالبة للطعن بسلاح أبيض بجامعة الجزائر 2 ببوزريعة، حيث تمكنت مصالح الأمن بتحديد مواصفات المعتدي بناء على ما أدلت به الطالبة المتضررة التي أصيبت بجروح على مستوى الرأس واليدين، تم نشرها على مستوى الوحدات الأمنية قصد التمكن من إلقاء القبض على الشخص المعتدي على الطالبة· الكلمة للطلبة المحتجين: كمال -طالب في السنة أولى تخصص فرنسية ''على رئيس الجامعة أن يتحرك ويتخذ إجراءات إستعجالية تتعلق بتوفير الأمن داخل الحرم الجامعي، لم نعد حاليا نؤمن على أنفسنا لأن الطالب يلتحق بالجامعة ليدرس فيجد نفسه عرضة للاعتداء وكأنه في الشارع وليس في مكان وجد أصلا لتكوين النخبة وإطارات المستقبل، لذا بعد ما وقع للطالبة صباحا يدفعنا إلى المطالبة بوضع حد لهذه التجاوزات التي يعد الطالب الضحية رقم واحد فيها''· لوناس راجي -طالب السنة الثانية فرنسية ''من المؤسف أن نسجل اعتداء غرباء لا صلة لهم بالوسط الجامعي على طالبة داخل الجامعة، وهذا دليل على أن جامعة بوزريعة يدخلها من هب ودب، وعلى عجز الإدارة عن ضمان الحماية للطالب وهيئة التدريس بصفة عامة وتقاعسها عن أداء دورها اتجاه الطالب، فكيف يسمح لغير الطلبة بالدخول إليها، لذا فإننا نطالب رئيس الجامعة بالاستجابة لمطالبنا المتعلقة بتوفير الأمن بها''· نور الدين زروالي -طالب في قسم علم المكتبات ''مطلبنا اليوم لا يتعلق بالنقائص المسجلة بالشق البيداغوجي، وإنما نطالب بتوفير الأمن داخل الجامعة التي تحولت إلى وكر للأشخاص المنحرفين نظرا لغياب جهاز أمني قادر على أداء المهام الموكلة إليه، لأن أعوان الأمن الحاليين لا يفارقون المقاهي المجاورة للجامعة، فكيف يطلب منهم التأمين على حياة الطلبة، أريد القول إن الالتحاق بجامعة بوزريعة أصبح يشكل خطرا على الطالب، لذا لابد من إيجاد حل لهذا الوضع''· عبد المؤمن -طالب في قسم الفلسفة ''نطالب بتوفير الأمن واتخاذ إجراءات عاجلة تضمن دراسة الطلبة في ظروف جيدة، فقد كادت الطالبة المعتدى عليها أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب غياب الأمن بجامعة بوزريعة التي تحولت إلى وكر للمنحرفين، خاصة أنها محاذية للغابة التي تشكل موطن استقرار هؤلاء، نحن اليوم وفي ظل الظروف الحالية نظرا لما نتعرض له من سرقة واعتداءات مطالبون بأن نتحمل نقائص أخرى تضاف إلى النقائص المسجلة في الشق البيداغوجي''· مختاري محمد -طالب في قسم التاريخ ''مطلبنا الرئيسي هو توفير الأمن في جامعة بوزريعة، لم يعد يجدي السكوت عن الوضع الحالي، فقد كادت الطالبة أن تُقتل بسبب الاعتداء عليها من قبل شخص غريب استطاع أن يدخل إلى الجامعة، بالرغم من أن مكانه في الشارع، مطلبنا ليس مستحيلا لأنها ليست المرة الأولى التي تسجل فيها اعتداءات، يقع الطالب ضحيتها الأولى دون أن تحرك الرئاسة أو الجهات الوصية ساكنا، لذا نطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن لنا الدراسة في ظروف آمنة''·