قالت مصادر مؤكدة إن عشرات العناصر من التوارق الجزائريين شاركوا في المواجهات العنيفة شمال مالي، نهاية الأسبوع الفارط، حيث تركوا الحملة الانتخابية والتحقوا لدعم أفراد الحركة الوطنية للأزواد ضد حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وأوضحت المصادر أن القبائل التارقية التي عززت صفوف حركة الأزواد كان أفرادها من منطقة برج باجي مختار، وكان معظمهم منشغلين بالحملة الانتخابية، إلا أن ورود نداءات النجدة والاستغاثة من حركة تحرير أزواد شمال مالي، دفعهم إلى هجر الحملة انتصارا للقبائل التارقية المالية المنضوية تحت لواء حركة الأزواد، وهو ما يؤكد العلاقات الأسرية المتينة التي تجمع بين قبائل التوارق بالمنطقة في الساحل. ولكن يُجهل إلى حد الساعة عدد الجرحى الذين وقعوا خلال المواجهات وما إذا كان بين التوارق الجزائريين مصابين أم لا. وتفيد مصادر “الجزائر نيوز" أن حركة الأزواد المالية استنصرت توارق الجزائر بعد أن تأكدت أنه لا يمكن “لإخوانهم أن يبقوا متفرجين، بينما الإرهابيون ينهالون عليهم في محاولة للسيطرة على مناطق سبق وأعلنت الأزواد سيطرتها عليها". وقد قرر توارق برج باجي مختار الالتحاق بالتراب المالي على حين غرة، دون دراسة للأوضاع، وكانت وسائل إعلام عديدة قد وصفت المواجهات بالضارية كان سبب الصدام فيها السيطرة “على معسكر مانيكا شمالي مالي، في حين فندت حركة الأزواد هذه المزاعم وأعلنت من جانبها أنها تمكنت من جرح عشرات المسلحين من عناصر التوحيد والجهاد". ونقل موقع ‘'صحراء ميديا'' عن حركة الأزواد، الجمعة الماضي أن “سرية التوحيد والجهاد التي كانوا يشتبكون معها، تلقت دعما من كتيبة الملثمين، التابعة لتنظيم القاعدة والتي يقودها مختار بلمختار المدعو بلعور تتمثل في 16 سيارة مجهزة بأسلحة ثقيلة"، لكن المعلومات التي بحوزتنا تفيد أن مختار بلمختار أصبح منذ مدة محايدا مع كتيبته في المواجهات التي تجري بين الفصائل في الساحل، كونه دخل في مرحلة تفكير في وضع السلاح نهائيا. وراحت حركة الأزواد تروج لنجاحها في منطقة تاغرنغبويت بالقرب من الحدود النيجرية، معلنة تكبيد التوحيد والجهاد ‘'خسائر فادحة''، منها ‘'ما يزيد عن 100 جريح من عناصر التوحيد والجهاد وصلوا إلى مستشفى المدينة''، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن “التوحيد والجهاد تمكنوا من إحراق ثلاث سيارات تابعة لحركة الأزواد وأن المواجهات التي اندلعت بين الطرفين، صباح أول أمس، جاءت بعدما شنت أزواد هجوما لاسترجاع مدينة غاو التي تسيطر عليها عناصر التوحيد والجهاد، بينما أفادت مصادر محلية أن المواجهات جاءت على خلفية مقتل أحد عناصر التوحيد والجهاد على يد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وهو ما اعتبرته التوحيد والجهاد إعداما وعملا انتقاميا''، مثلما أورد مصدر إعلامي أمس.