التقى الرئيس المصري محمد مرسي، المجلس الأعلى للقضاء لبحث تداعيات الإعلان الدستوري الذي أصدره الخميس الماضي، وأثار موجة من الإحتجاجات الشعبية والسياسية، (ولم ينته الاجتماع الذي يتوقع أن يمثل موجها رئيسياً لمظاهرات اليوم وللتطورات السياسية التالية (حتى مثول الجريدة للطبع). من جانبه، أعلن حزب مصر القوية، الذي يترأسه المرشح السابق للرئاسة المصرية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عن مبادرة موضوعية للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، لافتًا إلى أن تلك المبادرة جاءت استشعاراً لخطورة اللحظة الراهنة على وحدة الأمة وعلى مكتسبات ثورة 25 يناير. ودعا الحزب، في بيان له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك"، جميع الأطراف المعنية بالتعاطي الإيجابى مع المبادرة والعمل على تنفيذها، حفاظًا على وحدة الأمة وصيانة للشرعية ودرءاً للفتنة. وأكد الحزب في مبادرته ضرورة قيام رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، بإلغاء الإعلان الدستوري المعلن عنه في 22 نوفمبر ماعدا مادتي إبعاد النائب العام وإعادة المحاكمات. وطالب الحزب بتعديل المادة الخاصة بتعيين النائب العام، بحيث توضع معايير محددة لتولي منصب النائب العام وأن يرشحه مجلس القضاء الأعلى وتصديق من رئيس الجمهورية. وشدد الحزب على إعادة هيكلة وزارة الداخلية، واستبعاد كل الضباط المتورطين في انتهاك حقوق الإنسان، مطالبًا بالوقف الفوري من وزارة الداخلية لممارسات قمع المتظاهرين أو الاعتداء عليهم أو القبض عليهم بغير وجه حق بما ينافي القانون. من جهة أخرى، شهد ميدان التحرير، أمس الاثنين، توافدا كبيرا من المتظاهرين للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد جابر صلاح الشهير ب"جيكا" الذي توفي مساء الأحد متأثرا بإصابته خلال مواجهات المتظاهرين مع قوات الأمن خلال إحياء الذكرى الأولى لأحداث شارع محمد محمود. وتجمع العشرات في حلقات نقاشية تركزت أغلبها حول الخطوات التي من المقرر اتخاذها لإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي، بالإضافة إلى الحديث عن التظاهرات المضادة التي سينظمها الإخوان أمام جامعة القاهرة اليوم الثلاثاء. كما علق المتظاهرون عددا من اللافتات بأرجاء الميدان من بينها “الشعب يريد من المحكمة الدستورية عزل الرئيس فاقد الشرعية، الرئيس يدفع الشعب إلى الاعتصام المدني"، كما رفع عدد من أعضاء حركة 6 أبريل أعلاما عليها صورة شهيد الحركة جابر صلاح. وفي سياق متصل تجمع عدد من المتظاهرين أمام جرافيتي للشهيد جابر صلاح أمام سور الجامعة الأمريكية والتقطوا له عددا من الصور، فيما قرأ عدد منهم الفاتحة على روحه، وسط استمرار إغلاق المتظاهرين لجميع مداخل الميدان أمام السيارات. من جهته، أبدى الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، عدم استبعاده نزول الجيش مرة أخرى للشارع لممارسة مسؤوليته في منع الفوضى التي يشهدها الشارع المصري في أعقاب إعلان الرئيس محمد مرسي الإعلان الدستوري الجديد الذي يعزز صلاحياته في حكم البلاد. وأضاف خلال حديثة لصحيفة مصرية، “هناك تقريباً شبه حرب شوارع، هناك غضب من جانب الشباب وإصرار على الاعتصام في الميادين، بصراحة لن أكون مندهشاً إذا نزل الجيش حينئذ ليمارس مسؤوليته في منع الفوضى وحماية الوطن، رغم أن ذلك يفتح تداعيات لا يعلم أحد إلى أي مصير تقودنا". وتوقع البرادعي كسياسي أنه في حال تطورت الأمور واستمر هذا الاستقطاب بين الطرفين في الشارع وفي الجمعية التأسيسية، وإذا استمر الجوع فإن كل هذا سيشعل البلد، وعندما ينزل الجيش الشارع في هذه الظروف سينزل لخدمة وطنية وقد ينزل لأغراض أخرى، من بينها العودة إلى السلطة، ولا أستبعد هذا، وفي حالة نزول الجيش لحفظ الأمن، سيعود حتماً للسلطة، وستكون لديه إجراءات مختلفة، ولن يقول إنه بعد يومين سيترك البلد لنا ثانية، إذا نزل الجيش في ظروف قاسية فإنه سيبقى. وأعرب البرادعي عن تفاجئه الشديد بالإعلان الدستوري قائلاً “نعم فوجئت، خاصة أنني التقيت الرئيس محمد مرسي قبلها بأسبوع، ولم تكن هناك أي إشارة للإعلان". بينما وصف الناشط السياسي عبد الحليم قنديل، الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي دون العودة الى القوى الوطنية، بمثابة عودة لعصور الفراعنة والحاكم الفرد، وقال قنديل في برنامج تلفزيوني أذيع، أول أمس، “إن من حسن حظ مصر، واستبداد الإخوان، أن فجرت قرارات مرسي الموجة الثالثة من الثورة التي قد تطيح بمشروع الإخوان بأسره"، حسب قوله.