اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية مجددا بأن الموقف الجزائري لحل الأزمة في مالي هو الأحسن، حيث أعلنت، أمس، على لسان قائد قواتها في إفريقيا (افريكوم) الجنرال كارتر هام أن المفاوضات هي أحسن حل لأزمة مالي، محذرة من تدخل عسكري متسرع، وهو نفس الموقف الذي أبداه الأمين العام للأمم المتحدة عند مناقشة مجلس الأمن لمخطط دول الإكواس للتدخل العسكري في مالي. وشدد قائد افريكوم لدى تدخله، أول أمس الاثنين، خلال نقاش حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا بواشنطن، على أن “المفاوضات تبقى أفضل حل" فمن الضرورة القصوى، حسبه، بالنسبة للمجموعة الدولية تحت قيادة الأفارقة مواجهة أزمة مالي التي تمثل تحديا خاصا في الوقت الراهن بتغليب خيار المفاوضات". وأكد الجنرال كارتر هام أن “العمل العسكري عنصر أساسي لكن غير حاسم في مكافحة الإيديولوجية التي تجعل سكان المنطقة يدعمون فروع القاعدة"، وصرح بأنه في حالة ما إذا أصبح التدخل العسكري ضروريا “يجب أن ينجح حتما ولا يتم قبل أوانه" لإخراج الإرهابيين من شمال مالي وشرح بأن مكافحة المجموعات الإرهابية في إفريقيا بصفة عامة يجب ألا تقتصر على الجانب العسكري، داعيا إلى مكافحة الإرهاب بالحلول التي تشمل الجوانب الاقتصادية والإنمائية وتلك المتعلقة بالمساعدة الإنسانية. كما تطرق إلى مهام ودور أفريكوم التي نشأت في 2007، ويرى الجنرال كارتر الذي له خبرة أربعين سنة في الجيش الأمريكي أن أي هجوم عسكري سيء التحضير ومتسرع في مالي “سيفشل بل يؤزم الوضع أكثر"، كما أشار إلى العراقيل التي ستواجه قوة إفريقية في محاولة القضاء على المجموعات الإرهابية التي تسيطر على شمال مالي، خاصة كما قال وأن أغلبية الجيوش الإفريقية التي تشارك في هذه العملية كانت قد تكونت وجهزت لمهام حفظ السلام وليس لشن عمليات هجومية. ولدى تطرقه للمجموعات الإرهابية التي تنشط في إفريقيا، لفت الجنرال كارتر هام أن “الروابط الإيديولوجية" بين هؤلاء أصبحت “روابط عملية"، ذاكرا في هذا المجال القاعدة في المغرب الإسلامي والشباب بالصومال وبوكو حرام في نيجيريا. “لدينا معلومات واضحة حول التعاون بين هذه المنظمات"، حسبما أوضح، كما أن الأرضية الصحراوية للمنطقة والمسافات الطويلة واحتمال نزاع طويل كلها عوامل تشكل، كما قال، تحديات كبيرة لقوة إفريقية وللجنود الغربيين الذين سيقومون بدور الدعم، موضحا أن كل يوم يمر “تثبت القاعدة ومجموعات أخرى أحكامها في شمال مالي". واعترف الجنرال الأمريكي الذي أعربت بلاده فيما سبق كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا بتقديم دعمها المادي والمعلوماتي للتدخل العسكري في مالي، بالنقص الذي تشكو منه القيادة الجهوية في مجال المعلومات البشرية في إفريقيا بسبب التحديات الجغرافية واللغوية والثقافية، موضحا أن البنتاغون يبحث عن وسائل رفع قدرته البشرية في جمع المعلومات في ظل الروابط وشبكات وتعاون وتنسيق في تطور مستمر بين مختلف المجموعات الإرهابية التي تشكل أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي وبصفة عامة وبالتأكيد لأوروبا والولاياتالمتحدة عبر إفريقيا".