ارتفع عدد ضحايا المواجهات بين منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس بشمال لبنان، منذ تفجرها، أمس، إلى أربعة قتلى، فيما حذر الجيش اللبناني المسلحين من التمادي في العبث بأمن المنطقة. وقال مصدر أمني إن شخصا في العقد الرابع من العمر لقي حتفه فجر أمس في منطقة المنكوبين الواقعة في منطقة باب التبانة خلال الاشتباكات مع منطقة جبل محسن، بعد مقتل شخص يبلغ من العمر 27 عاما في باب التبانة أيضا، مساء أمس، جراء الاشتباكات. وقبل ذلك قتل شخصان أحدهما من جبل محسن والآخر من باب التبانة، أول أمس الثلاثاء، في أعمال قنص بين المنطقتين، كذلك أدت الاشتباكات إلى جرح 27 شخصا، بينهم عنصران من الجيش اللبناني. وأوضح مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن حدة الاشتباكات هدأت صباح، أمس، لكن أعمال القنص لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن الطريق الدولي الذي يربط طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بالحدود السورية، والذي قطع، أول أمس، فتح، صباح أمس، بحذر جراء استمرار أعمال القنص. ويسود التوتر طرابلس منذ الأسبوع الماضي بعد مقتل أكثر من عشرين لبنانيا من المدينة في كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية في منطقة تلكلخ وسط سوريا المجاورة للحدود مع شمال لبنان. وأوضح قيادي إسلامي محلي أن الشبان ينتمون إلى التيار الإسلامي، فيما قال مصدر أمني إنهم كانوا في طريقهم للقتال إلى جانب المعارضين ضد نظام الرئيس بشار الأسد. من جهتها، حذرت قيادة الجيش اللبناني المسلحين من التمادي في العبث بأمن مدينة طرابلس واستقرارها، وقالت إنها سترد بحزم على مصادر النيران. وطلب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور من السلطات السورية تسليم جثامين اللبنانيين “لدواع إنسانية"، ورد السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي بأن بلاده تدرس الطلب. ودعت المواطنين إلى التجاوب الكامل مع الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوى الجيش “حفاظا على أمنهم وسلامتهم". وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعا اللبنانيين إلى عدم التدخل في الأحداث الجارية في سوريا، كما دعا أهل طرابلس إلى الهدوء وعدم تأجيج الصراع في المدينة. وقال ميقاتي في جلسة لمجلس الوزراء عقدت يوم الثلاثاء “إننا نجدد دعوتنا إلى جميع اللبنانيين لإبعاد وطننا وأنفسنا عن التدخل في الأحداث في سوريا كي لا ندفع ثمن صراع لا قدرة لنا عليه، ونؤكد أن الحكومة مستمرة في قرارها بالنأي بالنفس لحماية لبنان واللبنانيين من تداعيات الصراع في سوريا".