يرى أحمد لشهب أستاذ العلوم السياسية أن التطورات التي تعرفها الأزمة السياسية المصرية تسير بسرعة نحو اندلاع حرب أهلية سوف لن تكون في صالح الشعب المصري أو الدول العربية، حيث أن فشل التجربة الديمقراطية في مصر سينعكس على تجارب الدول العربية الأخرى. حسب رأيكم ما هي القراءة التي يمكن الخروج بها من المشهد الحالي للوضع في مصر؟ لا أخفي عليكم أن المشهد السياسي المصري وصل إلى درجة مخيفة جدا على مصر، سواء بالنسبة للرافضين للحوار أو المؤيدين له، ويبدو لي أن المسألة في مصر غاب عنها العقلاء، ووجوه مثل عمرو موسى والبرادعي وآخرون يزجون اليوم ببلدهم في مأزق من أجل إلغاء وثيقة لا مكان لها ومدتها قد لا تتعدى 15 يوما بعد إجراء الاستفتاء. كما أن العاقلين والسياسيين لا يتخذون مثل هذه القرارات، فإذا كان الرئيس مرسي أخطأ في اتخاذ قرارات تبدو أنها دكتاتورية، فإن المعارضة ممثلة في جبهة “الإنقاذ" هي أكثر دكتاتورية منه لأنه في خطابه دعا كل الشخصيات والوجوه السياسية إلى الحوار دون شروط مسبقة، وهذا يدل على أن ما ذهب إليه هو موقف سياسي ناضج وأخذ بعين الاعتبار النتائج الكارثية التي تحدق بمصر بكاملها بمن فيهم الحكام والمعارضون لأن المسار الذي اتخذته الأحداث سينتهي بإغراق الجميع. لقد لمح الرئيس مرسي إلى تورط فلول النظام السابق، هل هذا مؤشر آخر على تعقد الأزمة؟ الخطاب الذي ألقاه مرسي، أول أمس، ضمّنه معلومات رسمية تؤكد تورط النظام السابق وبعض قادة المعارضة في تسليح وتمويل العناصر التي أطلقت النار في ميدان الاتحادية، حيث قال بأنهم يملكون سلاحا ومالا تلقوه من النظام السابق ووعد بكشفهم وإحالتهم على العدالة. هناك من يعتبر جماعة البرادعي وعمرو موسى من رموز النظام السابق، وهم الذين يجرّون اليوم مصر إلى حرب أهلية، ما تعليقكم؟ لا أضيف شيئا إن قلت أن عمرو موسى والبرادعي ينتميان إلى النظام السابق، وباستثناء جماعة صباحي والإسلاميين بمختلف توجهاتهم، والوطنيين والناصريين واليساريين وشباب الثورة الذين قبلوا بالحوار وأيدوه ويدعون إلى إيجاد مخرج سلمي للأزمة السياسية، فإن بقية المعارضة تسير بالبلاد نحو حرب أهلية وهذا بالطبع يخدم إسرائيل والغرب. وفي هذا الصدد على الأنظمة العربية التي بقيت واقفة أن تتدخل لدى المصريين لمساعدتهم على التوصل إلى وفاق وطني وحوار وتفاهم، لأنه لا من مصلحة مصر ولا من مصلحة الدول العربية والإسلامية أن تنشب حرب أهلية في مصر، وإذا فشلت التجربة الديمقراطية الفتية في مصر سوف تفشل كل التجارب في الدول العربية، لهذا أرى أن دور رجال الإعلام والمثقفين كبير، إذ عليهم أن يوجهوا الدعوة إلى شباب الثورة المصرية للحفاظ على الوحدة والدولة المصرية والسلم. لقد أخذ المصريون بالتجربة الجزائرية فيما يتعلق بلجنة الإنقاذ التي تهدف إلى إنقاذ النظام السابق (مبارك) لأن رموز هذه المعارضة كلها تربت وتكونت واستفادت من نظام مبارك على حساب الشعب المصري.