رفضت المعارضة المصرية أمس الجمعة دعوة الرئيس محمد مرسي لحوار وطني لحل أزمة سياسية تسبب فيها إعلان دستوري أصدره ومشروع دستور دعي الناخبون للاستفتاء عليه وترفضه المعارضة. وقال رئيس حزب المصريين الأحرار أحمد سعيد إن جبهة الإنقاذ الوطني التي يشارك فيها حزبه ترفض دعوة الحوار. وتضم الجبهة التي تشكلت بعد الإعلان الدستوري الذي صدر في 22 نوفمبر حزب الدستور الذي يتزعمه السياسي البارز محمد البرادعي وحزب المؤتمر الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى وحزب التيار الشعبي الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وحزب الوفد الليبرالي بجانب حزب المصريين الأحرار وحركات سياسية. وجاءت دعوة مرسي للحوار بعد اشتباكات استمرت ساعات بين مؤيدين ومعارضين للإعلان الدستوري ومشروع الدستور أسقطت سبعة قتلى ومئات المصابين يومي الأربعاء والخميس. ودعا البرادعي الذي يعمل منسقا عاما لجبهة الإنقاذ الوطني قبل اجتماع تقرر أن تعقده الجبهة اليوم إلى عدم المشاركة في الحوار الذي حدد له مرسي ظهر غد السبت في قصر الرئاسة. وقال على موقع تويتر “أناشد القوي الوطنية عدم المشاركة في حوار يفتقد كل أبجديات الحوار الحقيقي. نحن مع الحوار الذي لا يقوم علي سياسة لي الذراع وفرض الأمر الواقع.” وكان مرسي دعا للحوار في كلمة وجهها للشعب مساء الخميس لكن قال إن استفتاء الناخبين على مشروع الدستور سيمضي كما هو مقرر له منتصف الشهر الحالي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن حزب الوفد استبق اجتماع الجبهة وأعلن عدم مشاركته في الحوار. وكانت حركة شباب 6 ابريل التي أسهمت بدور كبير في الانتفاضة التي أسقطت مبارك قالت إنها ترفض دعوة الحوار. وكان الرئيس المصري عرض مشاركة السياسيين وشباب الانتفاضة التي أسقطت سلفه حسني مبارك العام الماضي ورجال قانون لبحث ما ستكون عليه خريطة الطريق لمصر بعد الاستفتاء على مشروع الدستور. وأضاف موسى الذي شغل في السابق منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية “قررنا الاجتماع بعد ظهر اليوم وبحث القضية برمتها والاقتراح وكلمة الرئيس. نريد موقفا جماعيا من هذا.” ونظمت الأحزاب والجماعات المعارضة احتجاجات أمس الجمعة ضد مرسي سميت الكارت الأحمر تطالب برحيله. وكانت الجبهة طالبت مرسي بسحب الإعلان وتأجيل الاستفتاء وإعادة كتابة الدستور. وشارك محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في تشييع بعض قتلى الاشتباكات قالت جماعة الإخوان إنهم ينتمون إليها. وقال بديع في كلمة سبقت صلاة الجنازة في الأزهر الشريف “اللهم من أرادنا بشر فاجعل تدميره في تدبيره.” وبكى إمام صلاة الجنازة بصوت مسموع وهو يدعو للقتلى. وبعد الصلاة ردد ألوف المشيعين هتافات تقول “مصر إسلامية مش هتبقى علمانية.. مش هتبقى ليبرالية” و”بالروح بالدم نفديك يا إسلام”.