من أطرف ما قرأت أن الرئيس المصري مرسي، عاتب أردوغان على المسلسل التركي الذي يبث في الوطن العربي بعنوان “حريم السلطان" لما يحمله من إساءة للسلاطين العثمانيين لأنه أظهر دور الحريم في إدارة الدولة وتغذية الصراع بين أجنحة السلطة. تعجبت كيف لمرسي الذي يترأس بلدا يقف على فوهة بركان أن يجد الوقت حتى يتابع ألاعيب روكسلانة التي دخلت قلب سليمان وتربعت عليه، واستغربت كيف له أن يكون متابعا للمسلسلات التركية ومسلسله السياسي بقي مفتوحا على كل الاحتمالات. على كل حال لا يمكن أن نلوم الرجل، لأن جماعة الخوانجية هذه تثبت في كل مرة أن ولعهم بالحريم وما يدور في فلك الحريم لا يمكن أن يمر مرور الكرام، لذلك أظن أن مرسي الخوانجي لم يجد ما يسلي به نفسه من متاعب السياسة التي أرهقت وجوده في الحكم سوى التمتع بدور روكسلانة الشقراء التي كان لها الحظ في إدارة صراع الحكم لصالحها، وتخلصت من كل أعدائها واحدا بعد الآخر، وهذا ما لم يقدر على فعله مرسي الخوانجي الذي يبقى محاصرا بين ألسنة النار. ومن هنا أظن أن مرسي تعلم من روكسلانة كيف تنفذ مخططاتها التي جعلت الأخ يقتل أخاه عن قصد ودراية وها هو يسير على نفس النهج ما دامت صور التلفزيون تظهر لنا كيف يتقاتل المصريون ويتعاركون بالأيادي والسيوف وقد انقسموا بين خوانجي وغير خوانجي. المهم في النهاية يبقى الحريم هو الولع الأول والأخير لهؤلاء الخوانجية الذين يتخونجون مرة على مقاس الكعب ومرة على مقاس الخصر ومرة على مقاس النهد.