هذا ما أكده، عشية أمس الأربعاء، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ندوة صحفية بفندق “الشيراطون" بالعاصمة، مضيفا بأنه حان الوقت بالنسبة للبلدين، الجزائروفرنسا، من أجل الدخول في مرحلة جديدة. خلال هذه الندوة الصحفية المنعقدة بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام الجزائريين والأجانب، قال فرانسوا هولاند إن زيارته التي بدأها، أمس الأربعاء، إلى بلادنا “كانت منتظرة"، مشيرا إلى أنها “الأولى من نوعها كرئيس" تأتي في فترة مفعمة ب “الرمزية" بالنسبة للجزائر التي تحتفل بخمسينية الإستقلال. وأضاف هولاند الذي شكر أيضا الشعب الجزائري على حسن الضيافة، بخصوص مسألتي الإعتراف والإعتذار إزاء جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر أنه “أمام البرلمان، ما يهم هو ما طلب منا من جانب السلطات الجزائرية التي تركت لنا إيجاد الكلمات اللازمة. قول الحقيقة حول الإستعمار يبقى ضروريا، ووجود الإرادة من أجل الذهاب إلى الأمام أيضا" وفق الرئيس الفرنسي. وقال هولاند بالنسبة للإتفاقيات الإقتصادية التي سيتم التوقيع عليها، إنها “لا بد أن يكون لها معنى وتندرج ضمن الديمومة، ولابد من التفكير في إرساء شراكة استراتيجية متكافئة"، مشيرا من جانب آخر إلى جملة من برامج التعاون ستمتد عبر خمس سنوات كاملة “بما في ذلك مجال الدفاع"، أما بخصوص خطابه الذي يلقيه، اليوم الخميس، أمام البرلمانيين الجزائريين فقد أكد بقوله “هناك حقيقة يجب قولها بخصوص الماضي، وهذه الزيارة هي من أجل المستقبل"، مذكرا أن هذه الزيارة قد توجت بعدة إعلانات قوية على غرار مسألة مصنع “رونو" بالجزائر. وبخصوص سؤال طرحته “الجزائر نيوز" حول اتفاق مصنع “رونو" بالتحديد، أجاب هولاند بقوله “ليس هناك أي ضغط من جانبنا من أجل إنجاح المفاوضات، والسلطات الفرنسية هي مساهم في الشركة فقط". وقال هولاند بخصوص استثمار جزائري محتمل في فرنسا إن “الجزائر لا تحتاج إلى موافقتنا من أجل إنشاء صندوق سيادي للإستثمار"، مشيرا إلى أن “الجزائريين بإمكانهم الاستثمار" في فرنسا شريطة “احترام التشريعات في هذا الجانب"، معبرا أيضا عن ترحيبه بالجزائريين ضمن أمر كهذا قبل أن يسترسل بقوله أيضا “نحن لا نطلب أي امتياز، نريد أن نكون في خدمة الإقتصاد الجزائري". وأكد هولاند تقاسم وجهات النظر مع الجزائر بخصوص الأزمة في مالي الذي قال عنه بأنه “البلد الذي ينبغي القبول بوحدته الترابية"، مشيرا إلى أنه “في نفس الوقت لا نقبل أن توجد جماعات إرهابية في شمال هذا البلد"، أما بخصوص سوريا، فقد قال هولاند “نتقاسم نفس الموقف الجزائري من ناحية أننا نملك ثقة كبيرة في مهمة المبعوث الأممي الإبراهيمي، وخلافاتنا موجودة فيما يخص الاعتراف بتحالف المعارضة لأننا نعتقد أنه من المهم وجود محاور لمرحلة ما بعد الأسد". وأكد هولاند بخصوص الإتحاد من أجل المتوسط أنه فكرة “تستحق" الاحتفاظ بها وتثبيتها ولكن مع “إعادة التفكير فيها" وفق فرانسوا هولاند دائما، أما بخصوص “الجزائر والربيع العربي"، فقد عاد هولاند إلى ما قاله الجزائريون أنفسهم في هذا الإطار مشيرا إلى كون “الجزائريين أنفسهم يقولون أنهم عاشوا ربيعهم العربي". وقال هولاند إنه طلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل في قضية رهبان تيبحرين المغتالين خلال فترة التسعينيات في بلادنا، وأن الرئيس بوتفليقة قد أكد له أنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل مساعدة العدالة في عملها بهذا الخصوص، حيث قال هولاند أيضا بهذا الشأن “إنه موضوع حساس ولكن الرئيس بوتفليقة استمع إلي". للإشارة، فإنه لم تتسرب أية معلومة حول مضمون خطاب فرانسوا هولاند أمام البرلمانيين الجزائريين، اليوم الخميس، في حين أشار العديد من الملاحظين، أمس الأربعاء، إلى أنه سيكون من الصعب تحقيق التصالح والتوافق بين الجزائريين والفرنسيين حول المسألة التاريخية.