توجت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر ودامت يومين بالتوقيع على إعلان الجزائر حول" الصداقة و التعاون" بين البلدين وقع من طرف الرئيسين بوتفليقة وهولاند. ويتضمن هذا الإعلان الذي سيعطي "دفعا جديدا" للعلاقات بين البلدين كل ما يتعلق بالتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والبعد البشري "تنقل الأشخاص ووضعية الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا والتربية والتشاور السياسي". كما تم خلال هذه الزيارة التي تعتبرالاولى للرئيس هولاند إلى الجزائر منذ توليه سدة الحكم في فرنسا التوقيع على سبع (7) اتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجالات الفلاحة وتبادل أدوات المصادقة والموافقة على التعاون في ميدان الدفاع ومذكرة تعاون في المجال المالي وإنجاز مصنع للسيارات رونو-الجزائر والاتفاق الاد اري الخاص بالتعاون في مجال الحماية والأمن المدني وإلاعلان الخاص بالشراكة في مجال الصناعة والإنتاج. وكان الرئيس هولاند قد اجرى في اليوم الأول من هذه الزيارة محادثات على انفراد مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول أهم المسائل الإقليمية و الدولية الراهنة في إطار تقاليد التشاور بين البلدين. و خلال تنشيطه لندوة صحفية دعا الرئيس فرانسوا هولاند إلى "إرساء شراكة إستراتيجية متوازنة" بين الجزائروفرنسا من أجل الانطلاق في "عهد جديد". كما أكد الرئيس فرانسوا هولاند بالمناسبة أن الجزائر تلعب دورا "هاما جدا" في مكافحة الإرهاب وأيضا من أجل تشجيع المفاوضات السياسية في معالجة الأزمة في مالي مشيرا إلى وجود تطابق في وجهات النظر بين البلدين بشأن معالجة الأزمة في مالي". و تميزاليوم الثاني من زيارة الرئيس هولاند إلى الجزائر باعتراف هذا الأخير أمام أعضاء البرلمان الجزائري بغرفتيه بنظام استعماري "عنيف و مدمر و جائر" سلط على الجزائريين مدة 132 سنة من الاحتلال. وقال الرئيس هولاند أنه "لمدة 132 سنة خضعت الجزائر لنظام جائر وعنيف و مدمر لا شيء يمكن أن يبررالاعتداءات المرتكبة في حق الشعب الجزائري و إنكارهويته وتطلعه للعيش بحرية". وأ ضاف قائلا "أعترف من هذا المقام بالمعاناة التي سلطها النظام الاستعماري الفرنسي على الشعب الجزائري. و من ضمن هذه المعاناة مجازر سطيف و قالمة وخراطة التي تبقى راسخة في ذاكرة و وعي الجزائريين". وقد كانت هذه الزيارة فرصة للرئيس هولاند للتنقل إلى مدينة تلمسان رفقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أين خص الرئيسان باستقبال شعبي حاروتسلم الرئيس هولاند مفاتيح مدينة تلمسان . وألقى الرئيس فرانسوا هولاند كلمة بجامعة "أبوبكربلقايد" أمام حشد كبير من الطلبة وتسلم الدكتورة الفخرية من مسؤول نفس الجامعة . كما قام الرئيس الفرنسي بجولة لعدة معالم تاريخية وأثرية للمدينة أهمها ضريح سيدي بومدين والقصر الملكي للمشور ومتحف الفنون الإسلامية (سيدي بلحسن). وفي ختام زيارته نشط الرئيس فرنسوا هولاند بتلمسان ندوة صحفية تطرق فيها إلى نتائج زيارته إلى لجزائر وكذا افاق ترقية علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وكان الرئيس الفرنسي هولاند قد حضررفقة الوزير الأول عبد المالك سلال في وقت سابق من نهار اليوم بالجزائر العاصمة الجلسة الافتتاحية للقاء الاقتصادي الجزائري-الفرنسي الذي من شأنه أن يعطي دفعا للشراكة بين فرنسا و الجزائر. وتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة ألقاها خلال افتتاح اللقاء بتسهيل انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة معتبرا أن انضمام الجزائر إلى النظام التجاري العالمي "من شأنه تعزيز المبادلات بين البلدين". وتوجه الرئيس الفرنسي إلى مقام الشهيد (الجزائر العاصمة) أين وقف وقفة أجلال أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية المجيدة. كما تنقل أيضا إلى ساحة موريس اودان بوسط الجزائر العاصمة حيث ترحم على روح هذا الشاب المناضل من أجل استقلال الجزائر الذي تم توقفيه من قبل المضليين خلال معركة الجزائر ليموت تحت التعذيب في جوان 1957. وكانت للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقفة أيضا في صبيحة اليوم الثاني من هذه الزيارة بالمقبرة المسيحية لبولوغين (الجزائر العاصمة) حيث ترحم على روح الفرنسيين الذين توفوا بالجزائر.