لم آت من أجل التوبة أو الاعتذار ولكن لقول الحقيقة قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، أنه لم يأت إلى الجزائر من أجل التوبة والاعتذار، ودعا بالمقابل إلى تطبيق القانون الخاص بتعويض ضحايا التجارب النووية، وكشف أنه تطرق إلى قضية مقتل رهبان تيبحرين مع الرئيس بوتفليقة الذي أكد له أنه أعطى التعليمات الضرورية للعدالة من أجل الذهاب في التحقيق حتى النهاية. الرئيس هولاند الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بالعاصمة رد على مطالبة الجزائريين باعتذار فرنسا على جرائم الاستعمار بالقول:" لم آت إلى هنا من أجل التوبة أو الاعتذار، وليس هذا ما طلب مني أو ما أريد القيام به، جئت لأقول ما هي الحقيقة، ما هو التاريخ» ليضيف: « هناك حقيقة تقال حول الماضي وهناك، على الخصوص إرادة يجب التعبير عنها حول المستقبل". واعطى هولاند مقدمات لما سيجبر به خواطر الجزائريين في خطابيه المنتظرين اليوم أمام نواب البرلمان وطلبة تلمسان حين أشار إلى ما أسماه "الحقيقة حول الماضي" حيث قال:" لقد كنت دائما واضحا حول هذه المسألة: حقيقة حول الماضي، حقيقة حول الاستعمار، حقيقة حول الحرب ومآسيها وتراجيدياتها ، حقيقة حول الذاكرة الجريحة». وهو ما يعني أن هولاند يريد اعترافا يعفيه من الاعتذار وذكر بصريح العبارة أنه سيقول للنواب الجزائريين، أن الماضي يجب ومن ساعة الاعتراف به أن يمكننا بسرعة كبيرة من الذهاب بعيدا في تحضير المستقبل. وكانت أحزاب وجمعيات جزائرية دعت الرئيس الفرنسي إلى الاعتذار عن جرائم الاستعمار، وقد تحول هذا الملف في السنوات الاخيرة إلى مصدر توتر بين البلدين بعد إقدام البرلمان الفرنسي إلى المصادقة على قانون ممجد للاستعمار ردت عليه الجزائر بمطالبة بالاعتراف بجرائم الاستعمار والاعتذار عنها، المطلب الذي تبنته جهات رسمية وحزبية والمجتمع المدني. إلا أن الرئيس الفرنسي أشار أمس إلى أنه لم يأت من أجل الاعتذار ولم يطلب منه ذلك، وفي ذلك تلميح إلى حصول اتفاق بين الطرفين على تجاوز مطلب الاعتذار، مقابل «اعتراف» يزيد عن اعتراف الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بالطابع القمعي للاستعمار في خطابه بجامعة قسنطينة. وحتى وإن كانت السلطات الجزائرية أكدت أنها لن تذهب إلى حد مطالبة فرنسا بالتعويض عن جرائم الاستعمار وفق ما جاء على لسان وزير المجاهدين محمد الشريف عباس خلال زيارته مؤخرا إلى الأوراس. ورغم المؤشرات الإيجابية التي ظهرت منذ وصول الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى الحكم والتي برزت على الخصوص عند اعترافه بجرائم 17 أكتوبر، إلا أن ضغوطا مورست على الحكومة من طرف اليمين لا سيما حزب الرئيس السابق التجمع من أجل حركة شعبية والجبهة الوطنية، الحزبان اتهما الرئيس ببيع ذمته للجزائر، وقد تحركت دوائر لتدفع بأوراق ضغط إلى ساحة السجال منها قضية السماح بعودة الحركى وتعويض معمرين عن املاكهم واخيرا ملف اغتيال رهبان تيبحرين الذي تشكك دوائر فرنسية في الرواية الجزائرية حوله وتقول أن الرهبان لم يقتلوا على ايدي إرهابيي الجيا التي تبنت اغتيالهم وهو الأمر الذي قال هولاند انه تطرق إليه مع الرئيس بوتفليقة، قبل أن يشير في رد على سؤال بخصوص طلب قاضي تحقيق فرنسي بالمجيئ غلى الجزائر للاشراف على تشريح رؤوس الرهبان بالقول:"هناك تحقيق، وعلى العدالة الجزائرية مع العدالة الفرنسية تسليط كل الأضواء على ما حدث". هولاند الذي اعترف بوجود تقصير في تطبيق القانون الخاص بضحايا التجارب النووية سجل وجود توافق بخصوص الملف المالي خصوصا ما تعلق بالحفاظ على الوحدة الترابية ، وأضاف انه متوافق مع الرئيس بوتفليقة بخصوص الحوار السياسي لحل الازمة ، لكنه اشار إلى ضرورة ان يقتصر التفاوض على الحركات التي لا تقوم بنشاطات إرهابية. مسجلا أن مالي أصبحت قاعدة لنشاط إرهابي وأيضا لتهريب المخدرات وتجارة السلاح. ولم يعط الرئيس الفرنسي أي مؤشر عن خفوت الرغبة في التدخل العسكري في هذا البلد حيث اكد أن باريس تستعجل مجلس الأمن لاعطاء ضوء اخضر للعملية العسكرية. وبخصوص ما أثير عن تفضيل هولاند للجزائر التي اختارها في أول زيارة دولة له قال مرور خمسين سنة على الاستقلال والروابط بين البلدين ورغبته الشخصية وراء تحديد هذا الاختيار، أنه سيزور المغرب وتونس لاحقا ، وحرص على القول بان ملف الصحراء الغربية ملف أممي متجنبا الحديث عن دعم بلاده للمغرب وهو احد الملفات التي تسمم العلاقات الجزائرية الفرنسية. من جهة أخرى بدا الرئيس الفرنسي في موقف المثمن للاصلاحات السياسية في الجزائر التي قال أنها بلغت مرحلتها النهاية التي ستستكمل بتعديل الدستور، وذلك في معرض جوابه على سؤال بخصوص «نجاة» الجزائر من الربيع العربي مسجلا أن لكل بلد خصوصياته مشيدا بشجاعة الجزائريين في سنوات المحنة و نجاحهم في الحفاظ على وحدة بلدهم، وذكر بالمناسبة تحقق بعض المكاسب كحرية الصحافة التي لا تعرفها الكثير من الدول. رغبة هولاند في التوجه نحو المستقبل التي سبقه رؤساء سابقون إلى الحديث عنها ، ينتظر أن يمهد لها اليوم باعتراف حدد البارحة سقفه وحدوده: قول الحقيقة دون الاعتذار عنها، وربما ستسعفه بلاغته في الخطاب في هجاء الماضي الاستعماري بالشكل الذي يرضي مستمعيه في الضفة الجنوبية ولا يغضب مراقبيه من الضفة الأخرى. ق.و تسلم مفاتيح المدينة وسار راجلا إلى مقر الولاية هولاند يحظى باستقبال جماهيري بشارع زيغود يوسف خُص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس بعد حلوله بالجزائر باستقبال شعبي حاشد بشارع زيروت يوسف حيث سلمت له مفاتيح المدينة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى. بعد وصوله إلى الجزائر أمس وإجراء أولى المحادثات السياسية مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حظي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند باستقبال جماهيري حاشد بشارع زيروت يوسف وسط العاصمة. هولاند الذي كان مرفقا برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوفد المرافق له توقف عند مدخل شارع زيغود يوسف وبالضبط أمام حديقة “صوفيا" حيث تسلم مفتاح مدينة الجزائر من طرف رئيس المجلس الشعبي للجزائر الوسطى الذي كان مرفقا بوالي العاصمة محمد لكبير عدو وقائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، وبعد هذه المراسيم البروتوكولية سار الرئيسان مشيا على الأقدام على طول شارع زيغود يوسف المطل على الواجهة البحرية إلى غاية أمام مقر الولاية، حيث حيّتهما الجماهير التي اصطفت على أرصفة الشارع والتي كانت تحمل الألوان الوطنية وصور رئيس الجمهورية، كما قدمت فرقا فلكلورية عروضا تقليدية خاصة احتفاء بالرئيسين، وعند نهاية المسار المخصص للاستقبال الشعبي استمع بوتفليقة وهولاند لأغنية أدتها مجموعة فنية تدعو للسلام والمحبة بين الشعوب، وبعد ذلك غادر الوفد الرئاسي المكان. وكانت شوارع العاصمة قد زينت بالأعلام الوطنية والفرنسية وحضرت لاستقبال الرئيسين خلال زيارة الدولة هذه الأولى من نوعها التي يقوم بها الرئيس الفرنسي مند دخوله قصر الإليزيه. ومن المرتقب أن يعود الرئيس فرانسوا هولاند اليوم مرة ثانية إلى الجزائر الوسطى، وبالضبط إلى ساحة موريس أودان حيث سيزور البيت الذي كان يقطن فيه “موريس أودان" ويضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري المخلد لروحه بالساحة التي تحمل اسمه بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة، وهي الالتفاتة التي تنتظر من خلالها أرملة صديق القضية الجزائرية إدانة صريحة من هولاند بهذه المناسبة لعملية اغتيال زوجها على يد المظليين الفرنسيين سنة 1957. ونشير أن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك كان قد حظي عندما زار الجزائر في مارس من العام 2003 باستقبال جماهيري كبير هو على طول شارع العقيد عميروش غير بعيد عن شارع زيغود يوسف. م- عدنان لم تكن هناك ضغوطات لإنشاء مصنع رونو في الجزائر أكد الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند أمس الأربعاء بالجزائر أنه لم تكن هناك ضغوطات على مجمع رونو من أجل إنشاء مصنع للسيارات في الجزائر. وعن سؤال حول وجود ضغوطات تكون قد فرضت على مجمع رونو للتوصل إلى الاتفاق أكد السيد هولاند خلال ندوة صحفية أن الدولة الفرنسية تعد طرفا مساهما ولهذا تم استشارتنا بشأن هذه القضية وإشعار كلا الطرفين. وأضاف قائلا لم تكن هناك ضغوط لأن الأمر يتعلق بمشروع جيد بالنسبة للجزائر ولشركة رونو و لفرنسا مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بنقل الانتاج خارج فرنسا واستطرد الرئيس هولاند في هذا السياق قائلا بهذا المشروع سنجلب الشغل بفرنسا لأن جزءا من التموينات ستنتج بفرنسا ونحن رابحون وأشار الرئيس الفرنسي إلى الإعلان عن أمور هامة من بينها قرار شركة رونو بفتح مصنع للسيارات في الجزائر ليس لفائدة السوق الجزائرية فحسب بل لكامل القارة واعتبر السيد هولاند أن هذا المشروع يعكس إرادة الانتاج المشترك بين الجزائروفرنسا. وبمناسبة زيارة الرئيس هولاند سيتم كذلك التوقيع على ميثاق مساهمة ودامت المحادثات بين السلطات الجزائرية وشركة رونو حوالي سنتين وستبدأ صناعة سيارات رونو بعد 14 شهرا من إنشاء الشركة المختلطة وكانت الجزائر قد وقعت يوم 25 ماي الفارط مع شركة رونو على بروتوكول اتفاق يفتح الطريق أمام ميثاق للمساهمين. وخلصت المفاوضات إلى الاتفاق على مكان إنشاء المصنع حيث كانت السلطات الجزائرية تفضل جيجل لاسباب تعود إلى تهيئة الإقليم في حين كانت الشركة الفرنسية تفضل ضواحي الجزائر العاصمة. وأخيرا تقرر إنجاز هذا المشروع بالمنطقة الصناعية واد تليلات بوهران حيث سيتم صناعة 25000 مركبة سنويا في البداية و75000 وحدة بعد ثلاث سنوات من بداية الانتاج. وسيعمل المصنع بنسبة إدماج للانتاج الوطني تقدر من 20 إلى 25 بالمئة في مرحلة أولى وقد تصل هذه النسبة إلى 60 بالمئة لتشمل قطاعات العجلات المطاطية والزجاج. وستكون هذه الوحدة ملك بنسبة 51 بالمئة للدولة الجزائرية وبنسبة 1،49 بالمئة للطرف الفرنسي وتقدر التكلفة الاجمالية للمشروع بحوالي مليار أورو. شوارع المدينة تزينت لاستقبال الضيف بوتفليقة وهولاند اليوم في عاصمة الزيانيين ستكون تلمسان،اليوم، ثاني محطة في الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي هولاند إلى الجزائر، بحيث من المنتظر أن يحل فرانسوا هولاند بعاصمة الزيانيين مساء اليوم الخميس، ويكون الرئيس بوتفليقة في استقباله بالمطار، لينتقل بعدها الموكب الرئاسي إلى وسط المدينة حيث سيخص الرئيسان باستقبال شعبي، قبل لن تستكمل الزيارة بالولاية التي سيكون لها طابعا خاصا بعيدا عن البروتوكولات والأبعاد السياسية والاقتصادية كما كان عليه الأمر في العاصمة، بل سيكون لطابع "الصداقة" بين البلدين السيمة الأبرز في هذه المحطة. وقد تزينت المدينة بأعلام الجزائروفرنسا من المطار إلى وسط المدينة، كما عرفت مختلف الأحياء عمليات تزيين وتنظيف وتهيئة كالدهن وإعادة الاعتبار لأعمدة الإنارة ومسارات الطرق والواجهات الرئيسية للبعض منها على غرار البريد المركزي الذي يصنف ضمن المعالم التي شيدتها فرنسابتلمسان خلال الفترة الاستعمارية. كما علقت صورا عملاقة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند، وأمام إحدى الصور التي ظهر فيها الرئيس هولاند يلوح بيده بينما يضع الرئيس بوتفليقة يده اليمنى على قلبه، قال احد سكان تلمسان " لا اعرف أن كانت هذه الصورة مدروسة أم أن القائمين وضعوها دون أي خلفية أخرى إلا أنها بالنسبة لي تحمل معاني كثيرة وكان الرئيس الفرنسي يحي الشعب الجزائري ويطلب الصفح منه على جرائم الاستعمار ويرد عليها بوتفليقة أن جراحنا في القلوب ولا تحمل كراهية لجيل فرنسا بعد الاستقلال". وغير بعيد عن هذا المشهد كان عمي احمد وهو من مجاهدي المنطقة يردد بان "صفحة التاريخ طويت ولم تمزق" وأضاف قائلا "لا يزعجنى أبدا أن استقبل الرئيس الفرنسي فهو يزور دولة انتزعت حقها في الحرية والعيش الكريم واليوم لا مانع من التعاون في صالح أولادي والشباب الجزائري"، واستطرد يقول "إذا كانت مصلحة الجزائر تقتضي ذلك فلا بد من وضعها فوق كل اعتبار وبعيدا عن الحسابات السياسية ". وقال احد مرافقيه "سكان تلمسان سيخرجون لتحية الرئيس بوتفليقة وضيفه وشرف لنا أن تحظى الولاية بهذا الشرف ومن شيم المدينة حسن استقبال الضيف وإكرامه ولن يكون الأمر أكثر من ذلك لا مظاهرات للمطالبة بالتأشيرة ولا بالسكن.. مشاكلنا نعالجها بيننا وليس أمام الأجانب". ووجهت عدة جمعيات مدنية وأخرى تعنى بالشباب نداءات عبر الإذاعة المحلية، لحث المواطنين على "استقبال الرئيس بوتفليقة وضيفه" وتم تخصيص عديد البرامج استعدادا لهذا الحدث، كما قامت السلطات المحلية طيلة الأيام الأخيرة بعقد لقاءات لتحفيز الجمعيات على حشد المواطنين لاستقبال الرئيسين. والعمل على إنجاح هذه الزيارة لعاصمة الزيانيين. ومن المنتظر أن يتوجه الوفد الرئاسي عقب الاستقبال الشعبي، لزيارة بعض المواقع الأثرية والتاريخية، ومنها قلعة "المشور" التاريخية، وهي قلعة أسسها المرابطون منتصف القرن العاشر ميلادي، واتخذ منها الزيانيون قلعة بنوا داخلها قصور ملكهم، قبل أن تحول إبان الاستعمار الفرنسي إلى ثكنة عسكرية. وبهذه القلعة سيقف ضيف الجزائر، فرانسوا هولاند، على قصر السلطان الزياني الذي أعيد بناؤه على أنقاض الحفريات التي تم اكتشافها بالمكان سنة 2003، وقد دشنه الرئيس بوتفليقة في 16 أفريل من سنة 2011 بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. ويتضمن البرنامج وقفة على أهم المخطوطات النادرة بمتحف سيدي بلحسن تحكي حقبا زمنية خصت التاريخ المغاربي. كما ستعرف الزيارة عروضا ثقافية ومنه العرض الخاص بزي العروس التلمسانية داخل القصر الملكي الزياني، والذي تم تصنيفه مؤخرا ضمن التراث العالمي غير المادي. وسيكون للرئيس الفرنسي لقاء مع طلبة جامعة أبو بكر بلقايد، حيث سيتم منحه الدكتوراه الفخرية، قبل أن يلقى خطابا أمام الطلبة، وهي فرصة قد يستغلها الرئيس الفرنسي للحديث عن مستقبل العلاقات بعيدا عن لغة السياسة وحساباتها، وقد يتطرق إلى موضوع الشباب وضرورة المضي قدما في علاقات جديدة لبناء مستقبل الأجيال الصاعدة. وبالنسبة للكثيرين، فان اختيار الرئيس الفرنسي، الصرح الجامعي لإلقاء كلمته لم يكن اعتباطيا، بل يستجيب لحسابات تفرضها المرحلة الحالية. وفي نظر المتتبعين للشأن السياسي، فان هولاند اختار الجامعة لتوجيه عدة رسائل، كونه سيتحدث إلى فئة مثقفة يمكن أن تشكل الحل الأمثل لمعالجة ملف الذاكرة بعيدا عن السجال السياسي، خاصة وان الرئيس الفرنسي سبق له وان أكد في عدة مناسبات ضرورة ترك الحقبة التاريخية للمؤرخين، وهو الموقف ذاته الذي أكد عليه الرئيس بوتفليقة في رسالة التهنئة التي وجهها للرئيس هولاند عقب فوزه في الرئاسيات. زمن غير المستبعد أن يتم الحديث بهذه المناسبة عن فتح الأرشيف أمام المختصين في كتابة التاريخ. ومن المنتظر أن ينشط الرئيس الفرنسي ندوة صحفية بفندق "رونيسانس" لتقييم حصيلة الزيارة وعرض ما تم تداوله سياسيا طيلة يومين، وطبيعة الاتفاقيات الموقعة، والآفاق التي تفتحها هذه الزيارة بالنسبة للعلاقات بين البلدين، كما سيقيم الرئيس بوتفليقة مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفرنسي قبل مغادرته الجزائر. مبعوث النصر إلى تلمسان: أنيس نواري / تصوير:الشريف قليب